أكدت تقارير صحفية متخصصة أن إدارة النادي الأهلي السعودي حسمت موقفها بشكل قاطع بشأن مستقبل مهاجم الفريق، الدولي الإنجليزي إيفان توني، رافضةً فكرة التفريط في خدماته خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، على الرغم من الاهتمام المتزايد من كبار أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لاستعادته.
خلفية الانتقال وتأثيره في الدوري السعودي
كان انتقال إيفان توني، البالغ من العمر 29 عامًا، من برينتفورد إلى الأهلي في صيف 2024 مقابل صفقة قُدرت بنحو 40 مليون جنيه إسترليني، بمثابة إحدى الصفقات البارزة التي عززت مشروع دوري روشن السعودي لاستقطاب نجوم كرة القدم العالمية. جاء توني إلى جدة وهو في ذروة مسيرته، بعد أن أثبت نفسه كأحد أفضل المهاجمين في البريميرليغ، مما منحه مكانًا في المنتخب الإنجليزي. ومنذ انضمامه، نجح في ترك بصمة واضحة، حيث سجل 12 هدفًا هذا الموسم، ليصبح ركيزة أساسية في تشكيلة الفريق الأهلاوي وأحد أبرز هدافي الدوري.
موقف الأهلي الحاسم وأهمية اللاعب للمشروع
وفقًا لتقرير نشره موقع “talkSPORT”، فإن الإدارة الجديدة للأهلي، بقيادة المدير الرياضي روي بيدرو براز، تعتبر توني عنصرًا لا يمكن المساس به في المشروع الرياضي للنادي. وأوضح التقرير أن النادي لن ينظر في أي عروض مقدمة للاعب إلا في حالة واحدة استثنائية: تأمين بديل “خارق” يمتلك نفس القدرات الفنية والتهديفية. هذا الموقف يعكس الأهمية الاستراتيجية لتوني ليس فقط كلاعب، بل كرمز لقوة النادي وقدرته على الاحتفاظ بنجومه الكبار في مواجهة إغراءات الدوريات الأوروبية الكبرى.
اهتمام إنجليزي كبير وعقبات معقدة
يحظى توني باهتمام جاد من ثلاثة أندية إنجليزية بارزة هي توتنهام، وست هام، ومانشستر يونايتد، التي أجرت اتصالات غير رسمية مع ممثلي اللاعب لاستطلاع إمكانية عودته. ومع ذلك، تواجه هذه الأندية عقبات متعددة تجعل الصفقة شبه مستحيلة في يناير. فإلى جانب رفض الأهلي، أفادت التقارير أن توني نفسه يشعر بالاستقرار والسعادة في السعودية ولا يخطط للرحيل في الوقت الحالي. كما أن طموحاته الدولية المرتبطة بكأس العالم 2026 تصطدم بواقع عدم حصوله على أي ضمانات من مدرب منتخب إنجلترا، غاريث ساوثغيت، بحجز مقعده في القائمة النهائية في حال عودته للبريميرليغ.
الأبعاد المالية والضريبية تعقد المشهد
تضيف الجوانب المالية والضريبية طبقة أخرى من التعقيد. أولاً، سيطلب الأهلي مبلغًا يتجاوز الـ 40 مليون جنيه إسترليني التي دفعها لضمان تحقيق ربح مالي. ثانيًا، يمثل راتب اللاعب الضخم، الذي يتجاوز 400 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا (معفى من الضرائب)، تحديًا كبيرًا للأندية الإنجليزية المقيدة بقواعد اللعب المالي النظيف. أما العامل الأكثر حسماً، فهو الوضع الضريبي للاعب؛ حيث يتوجب عليه البقاء خارج المملكة المتحدة حتى أبريل 2026 على الأقل ليُصنف كـ”غير مقيم ضريبيًا”، مما يعفيه من دفع ضرائب باهظة على دخله في السعودية. أي رحيل قبل هذا التاريخ سيكبده خسائر مالية فادحة، وهو ما يجعله خيارًا غير منطقي بالنسبة له. لهذه الأسباب مجتمعة، تبدو كل الطرق مغلقة أمام عودة توني إلى إنجلترا في المدى القريب.
