في خطوة قد ترسم ملامح سوق الانتقالات الأوروبي، حسم النجم البرتغالي برناردو سيلفا، صانع ألعاب مانشستر سيتي، موقفه من العروض المغرية التي قُدمت له من الدوري السعودي للمحترفين، مؤكداً أن وجهته المقبلة ستكون في القارة الأوروبية، وتحديداً في الدوري الإيطالي، وذلك مع اقتراب نهاية رحلته مع النادي الإنجليزي.
السياق العام: رفض المشروع السعودي الطموح
يأتي قرار سيلفا في وقت يشهد فيه الدوري السعودي طفرة هائلة، حيث نجح في استقطاب كوكبة من ألمع نجوم كرة القدم العالميين مثل كريستيانو رونالدو، نيمار، وكريم بنزيما، ضمن مشروع رياضي ضخم يهدف إلى رفع مستوى المنافسة وجعل الدوري ضمن الأفضل في العالم. وكان برناردو سيلفا، بفضل مهاراته الفذة ومسيرته الحافلة بالإنجازات، هدفاً رئيسياً لأندية سعودية بارزة مثل الأهلي والقادسية، التي رأت فيه إضافة نوعية قادرة على تعزيز قوتها الفنية والتسويقية. إلا أن رفض اللاعب، الذي لا يزال في قمة عطائه، يمثل إشارة واضحة إلى أن الإغراء المالي ليس العامل الوحيد الذي يحكم قرارات اللاعبين الكبار، وأن التحدي الرياضي والمنافسة في الدوريات الأوروبية الكبرى لا يزالان يمثلان أولوية للبعض.
أهمية القرار وتأثيره المتوقع
قرار سيلفا بالتوجه إلى إيطاليا يحمل في طياته أبعاداً متعددة. فعلى الصعيد المحلي داخل إنجلترا، سيمثل رحيله خسارة فادحة لمانشستر سيتي ومدربه بيب غوارديولا، الذي اعتمد عليه كعنصر أساسي لا غنى عنه بفضل مرونته التكتيكية وقدرته على اللعب في عدة مراكز. أما على الصعيد الإقليمي، فيُظهر قراره أن الدوري السعودي، رغم جاذبيته المالية، لا يزال يواجه تحدياً في إقناع اللاعبين في أوج مسيرتهم بترك دوري أبطال أوروبا. دولياً، يُشعل هذا القرار المنافسة بين عمالقة إيطاليا، حيث ذكرت تقارير صحفية، أبرزها موقع “Fanaticos”، أن يوفنتوس بات الأقرب لضمه بعد تقديم عرض رسمي، بينما يظل ميلان في الصورة، مترقباً فرصة للظفر بخدمات النجم البرتغالي.
مسيرة حافلة بالإنجازات مع مانشستر سيتي
على مدار ثمانية مواسم قضاها في ملعب الاتحاد، صنع برناردو سيلفا لنفسه اسماً كأحد أساطير النادي الحديثين. انضم إلى الفريق في عام 2017 قادماً من موناكو، وسرعان ما أصبح ركيزة أساسية في تشكيلة غوارديولا. خاض اللاعب 423 مباراة بقميص السيتيزنز، مسجلاً 73 هدفاً وصانعاً 75 تمريرة حاسمة. والأهم من الأرقام، كان دوره حاسماً في تحقيق النادي لإنجازات تاريخية، أبرزها الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز 6 مرات، ولقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ النادي، بالإضافة إلى العديد من ألقاب الكؤوس المحلية. ورغم أن عقده يمتد حتى صيف 2026، إلا أنه يحتوي على شرط جزائي يتيح له الرحيل، مما يفتح الباب أمام الأندية الإيطالية لبدء المفاوضات.