مشاركة استراتيجية لتعزيز الحضور العلمي السعودي
في خطوة تعكس العمق الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية في تطوير رأس المال البشري، شاركت مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة” في المؤتمر الآسيوي السابع عشر للتعليم (ACE2025). يُعقد هذا الحدث الأكاديمي المرموق في مدينة أوساكا باليابان، وتحديداً في كلية السياسات العامة بجامعة أوساكا، خلال الفترة من 23 إلى 28 نوفمبر، ويجمع نخبة من العلماء والباحثين والمتخصصين في مجال التعليم من جميع أنحاء العالم لتبادل الخبرات ومناقشة مستقبل التعليم.
السياق العام: “موهبة” كركيزة أساسية في رؤية 2030
تأسست “موهبة” في عام 1999م كمؤسسة وطنية رائدة تهدف إلى اكتشاف ورعاية الموهوبين والمبدعين في المجالات العلمية والتقنية. وتأتي هذه المشاركة الدولية في سياق أوسع يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تضع الاستثمار في المواهب الشابة وبناء اقتصاد قائم على المعرفة في صميم أولوياتها. فمن خلال تمكين جيل من المبتكرين والقادة، تسعى المملكة إلى تنويع اقتصادها وتعزيز قدرتها التنافسية على الساحة العالمية.
ورقة عمل تسلط الضوء على نموذج تعليم STEM السعودي
قدمت “موهبة” خلال المؤتمر ورقة علمية متعمقة بعنوان “تعزيز مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) في التعليم من الروضة وحتى الصف الثالث الثانوي، وإسهامات موهبة في المملكة”. تناولت الورقة بالتفصيل أهمية تكامل مناهج STEM في النظام التعليمي لدوره المحوري في دعم أهداف التنمية المستدامة. وأبرزت كيف يساهم هذا التوجه في إعداد الطلاب بالمهارات اللازمة للقرن الحادي والعشرين، مثل التفكير النقدي وحل المشكلات والابتكار، وهي الأدوات الأساسية لبناء جيل قادر على قيادة المستقبل وتحقيق طموحات الوطن.
منظومة متكاملة لاكتشاف ورعاية وتمكين الموهوبين
لم تقتصر المشاركة على الجانب النظري، بل استعرضت الورقة منظومة “موهبة” العملية والمتقدمة في اكتشاف ورعاية وتمكين الموهوبين. تم تسليط الضوء على البرامج الإثرائية المتخصصة التي تقدمها المؤسسة، والتي صُممت لتلبية الاحتياجات الفردية للطلاب الموهوبين وتنمية قدراتهم إلى أقصى حد. كما تم استعراض دور المسابقات الوطنية والدولية، مثل الأولمبيادات العلمية، في صقل مهارات الطلاب وتحفيزهم على التميز، بالإضافة إلى الشراكات الاستراتيجية مع أعرق الجامعات والمراكز البحثية العالمية، والتي تتيح للموهوبين السعوديين فرصاً نوعية لاكتساب المعرفة والخبرة على المستوى الدولي.
الأهمية والتأثير المتوقع للمشاركة
تتجاوز أهمية هذه المشاركة حدود المؤتمر، حيث تساهم في تعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي رائد في مجال رعاية الموهبة والإبداع. فعلى الصعيد المحلي، تلهم هذه المشاركات التربويين وصناع السياسات لتبني أفضل الممارسات العالمية. أما على الصعيد الدولي، فهي تقدم النموذج السعودي كقصة نجاح يمكن الاستفادة منها، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون الأكاديمي والبحثي، مما يعزز من القوة الناعمة للمملكة ويؤكد على التزامها الجاد ببناء مستقبل مشرق ومستدام يعتمد على عقول أبنائها.