في ليلة كروية مثيرة حبست الأنفاس على ملعب مدينة الأمير عبدالله الفيصل الرياضية بجدة، حجز النادي الأهلي مقعده في الدور نصف النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، بعد أن حقق ريمونتادا تاريخية أمام منافسه العنيد القادسية، ليفوز بركلات الترجيح بنتيجة 5-4، عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 3-3.
خلفية تاريخية وأهمية البطولة
تُعد بطولة كأس الملك أغلى الكؤوس في المملكة العربية السعودية، وتحمل قيمة معنوية وتاريخية كبيرة للأندية السعودية. يسعى الأهلي، أحد أقطاب الكرة السعودية وصاحب التاريخ العريق في هذه المسابقة، إلى استعادة اللقب الغالي وإضافته إلى خزائنه، خاصة في ظل الموسم التنافسي الحالي الذي يشهد حضوراً قوياً لنجوم عالميين في مختلف الأندية، مما يرفع من قيمة أي إنجاز محلي.
تفاصيل الشوط الأول: صدمة قدساوية مبكرة
بدأ القادسية المباراة بقوة هجومية ضاغطة، مباغتاً دفاعات الأهلي. ولم يتأخر الهدف الأول طويلاً، حيث استغل المهاجم الإيطالي ماتيو ريتيغي كرة مرتدة في الدقيقة 11 ليضعها في شباك الحارس السنغالي إدوارد ميندي. واصل القادسية أداءه المميز، وتمكن المكسيكي جوليان كينيونيس من تعزيز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 30 بعد مجهود فردي رائع. قلص الأهلي الفارق عبر ركلة جزاء ناجحة نفذها المهاجم الإنجليزي إيفان توني في الدقيقة 36. ولكن قبل نهاية الشوط، عاد الحكم لتقنية الفيديو ليحتسب ركلة جزاء للقادسية، ترجمها ريتيغي بنجاح في الدقيقة 45+4، لينتهي الشوط الأول بتقدم صادم للقادسية بثلاثة أهداف مقابل هدف.
الشوط الثاني: عودة أهلاوية ملحمية
دخل الأهلي الشوط الثاني بروح مختلفة وعزيمة على العودة. فرض سيطرته على مجريات اللعب وكثف من هجماته، وهو ما أثمر عن هدف تقليص الفارق في الدقيقة 61 عن طريق المهاجم الفرنسي فالنتين ايتانغانا الذي تابع كرة داخل منطقة الجزاء بلمسة مباشرة في المرمى. لم يهدأ ضغط الأهلي، ومن هجمة منسقة، نجح لاعب الوسط الإيفواري فرانك كيسيه في إدراك التعادل برأسية متقنة في الدقيقة 73، معيداً المباراة إلى نقطة البداية وسط فرحة عارمة من جماهير الراقي.
الأشواط الإضافية وركلات الحسم
استمرت السيطرة الأهلاوية في الشوطين الإضافيين، حيث أهدر لاعبوه عدة فرص محققة للتسجيل أبرزها تسديدة قوية من رياض محرز مرت بجوار القائم، ورأسية من إيفان توني تصدى لها الحارس البلجيكي كوين كاستيلس ببراعة. ومع استمرار التعادل، احتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت في النهاية للنادي الأهلي بنتيجة 5-4، ليحجز مقعده في المربع الذهبي بجدارة واستحقاق.
التأثير المتوقع وأهمية الفوز
يمثل هذا الفوز دفعة معنوية هائلة لفريق الأهلي وجهازه الفني، حيث يثبت قدرة الفريق على العودة في أصعب الظروف. كما يبقي على آمال جماهيره في المنافسة بقوة على لقب كأس الملك، الذي قد يكون بمثابة إنقاذ للموسم وتحقيق بطولة كبرى. على الصعيد الإقليمي، تؤكد مثل هذه المباريات الماراثونية على قوة وتنافسية الكرة السعودية وجاذبيتها للمشاهدين حول العالم.