في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الريادة الأكاديمية ومواكبة متطلبات المستقبل، أعلنت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عن إطلاق برنامج ماجستير العلوم في “الميكاترونيكس والروبوتيكس”. ويُعد هذا البرنامج النوعي، الأول من نوعه على مستوى الجامعات السعودية، استجابة مباشرة للتحولات العالمية في مجال التقنيات الذكية، كما يمثل رافداً أساسياً لدعم مسارات التنمية الطموحة التي تتبناها رؤية المملكة 2030.
مواكبة للثورة الصناعية الرابعة ورؤية 2030
يأتي إطلاق هذا البرنامج في وقت يشهد فيه العالم تسارعاً غير مسبوق نحو تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، حيث أصبحت الأتمتة والذكاء الاصطناعي والروبوتات جزءاً لا يتجزأ من القطاعات الصناعية والخدمية. وتنسجم هذه المبادرة الأكاديمية بشكل كامل مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تضع التحول الرقمي وتنمية رأس المال البشري في صميم أولوياتها. يهدف البرنامج إلى بناء جيل من الكوادر الوطنية المتخصصة القادرة على قيادة هذا التحول، وتقليل الاعتماد على الخبرات الأجنبية في المجالات التقنية المتقدمة، والمساهمة بفعالية في بناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.
تأهيل كوادر وطنية متخصصة لسوق العمل
صُمم برنامج ماجستير الميكاترونيكس والروبوتيكس لتزويد الطلاب بالمعارف والمهارات اللازمة لتصميم وتطوير وتشغيل الأنظمة الذكية المتكاملة. يجمع تخصص الميكاترونيكس بين الهندسة الميكانيكية والكهربائية وهندسة الحاسوب، مما يمنح الخريجين قدرة فريدة على التعامل مع الأنظمة المعقدة. ويهدف البرنامج إلى تمكين الخريجين من شغل وظائف حيوية كمهندسي نظم تكنولوجية في قطاعات متنوعة تشمل صناعة الروبوتات، وخطوط الإنتاج المؤتمتة، والصناعات الكيميائية، وتقنيات تصنيع المعدات والآلات الدقيقة، وقطاع الدفاع والطيران.
اعتماد دولي ومميزات تنافسية
يمتد البرنامج على مدار عامين دراسيين، ويتميز بمنهج يجمع بين الدراسة النظرية المعمقة والتدريب العملي المكثف والمشاريع التطبيقية في مجال الأنظمة الذكية والروبوتية. ومما يعزز من قيمة البرنامج ومكانته حصوله على اعتماد هيئة اعتماد برامج الهندسة والحاسب الأمريكية (ABET)، وهو اعتراف دولي مرموق يضمن جودة المخرجات التعليمية ويتوافق مع أعلى المعايير العالمية. هذا الاعتماد يمنح خريجي البرنامج ميزة تنافسية قوية في سوق العمل المحلي والدولي، ويؤكد على التزام الجامعة بتقديم تعليم عالي الجودة.
دعم المشاريع الوطنية الكبرى وبناء مستقبل واعد
من المتوقع أن يلعب خريجو هذا البرنامج دوراً محورياً في تنفيذ المشاريع الوطنية الكبرى التي تعتمد بشكل كبير على التقنيات المتقدمة، مثل “نيوم” و”البحر الأحمر” و”القدية”. إن توفير كفاءات وطنية في مجال الميكاترونيكس والروبوتيكس لا يخدم فقط احتياجات هذه المشاريع، بل يساهم أيضاً في توطين الصناعات التقنية المتقدمة وجذب الاستثمارات الأجنبية. وقد دعت الجامعة الإسلامية جميع المهتمين والراغبين في الالتحاق بهذا البرنامج الواعد إلى زيارة منصاتها الرسمية للاطلاع على تفاصيل الدليل الإرشادي ومتطلبات التقديم، والانضمام إلى رواد المستقبل في مجالات الهندسة والتقنيات الذكية.
