في لفتة إنسانية تعكس عمق العلاقات الدبلوماسية والشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقيتي عزاء ومواساة منفصلتين إلى فخامة الرئيس شي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، في ضحايا الحريق المأساوي الذي اندلع في مجمع سكني بمدينة هونغ كونغ.
تفاصيل الحادث الأليم
وكانت منطقة “جوردان” المكتظة بالسكان في هونغ كونغ قد شهدت في العاشر من أبريل 2024 حريقاً كارثياً في مبنى “نيو لاكي هاوس” السكني، وهو ما صُنف كحريق من الدرجة الثالثة حسب مقاييس خطورة الحرائق في المدينة. أسفر الحادث عن وفاة خمسة أشخاص وإصابة العشرات، مما أثار صدمة وحزناً عميقين في المجتمع المحلي. ويُعرف المبنى بكونه يضم العديد من الشقق المقسمة والمساكن منخفضة التكلفة، مما زاد من تعقيدات عمليات الإخلاء والإنقاذ وأثار نقاشاً واسعاً حول معايير السلامة في المباني القديمة بالمدينة.
نص برقيات العزاء والمواساة
وجاء في برقية خادم الحرمين الشريفين: “علمنا بنبأ اندلاع حريق في مجمع سكني في هونغ كونغ، وما نتج عن ذلك من وفيات وإصابات ومفقودين، وإننا إذ نشارك فخامتكم ألم هذا المصاب، لنبعث لكم ولأسر المتوفين ولشعبكم الصديق أحر التعازي وصادق المواساة، متمنين عودة المفقودين لذويهم سالمين، والشفاء العاجل للمصابين، وألا تروا أي مكروه”.
من جانبه، عبر سمو ولي العهد في برقيته عن مشاعر مماثلة قائلاً: “بلغني نبأ اندلاع حريق في مجمع سكني في هونغ كونغ، وما نتج عنه من وفيات وإصابات ومفقودين، وأعرب لفخامتكم ولأسر المتوفين ولشعبكم الصديق عن أحر التعازي، وصادق المواساة، متمنيًا عودة المفقودين لذويهم سالمين، والشفاء العاجل للمصابين، وألا تروا أي مكروه”.
أهمية اللفتة في سياق العلاقات الثنائية
تأتي هذه المبادرة الدبلوماسية لتؤكد على متانة العلاقات السعودية-الصينية التي شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة على كافة الأصعدة. تتجاوز هذه العلاقات حدود التعاون الاقتصادي وتجارة الطاقة لتشمل تنسيقاً سياسياً واستراتيجياً متزايداً. وتُعد هذه اللفتات الإنسانية في أوقات الأزمات ركيزة أساسية لتعزيز الروابط بين الشعوب والحكومات، وتُظهر تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب شركائها الدوليين في مواجهة المصائب. كما تعكس هذه البرقيات حرص القيادة السعودية على ترسيخ دور المملكة كقوة فاعلة ومؤثرة على الساحة الدولية، تقدر العلاقات الإنسانية بقدر ما تهتم بالمصالح المشتركة.