في ليلة كروية مثيرة ستبقى في ذاكرة جماهيره، نجح نادي الخلود في كتابة فصل جديد من فصول مغامرته التاريخية ببطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، بعد أن خطف بطاقة التأهل الأولى إلى الدور نصف النهائي. جاء هذا الإنجاز الكبير عقب فوزه الدراماتيكي على نظيره الخليج، أحد فرق دوري روشن للمحترفين، بنتيجة 4-3 في مباراة ماراثونية أقيمت على ملعب نادي الحزم بمدينة الرس.
خلفية تاريخية وأهمية البطولة
تُعد بطولة كأس الملك، أو كأس خادم الحرمين الشريفين، أغلى البطولات الكروية في المملكة العربية السعودية وأعرقها، حيث انطلقت نسختها الأولى في عام 1957. وتحظى البطولة بمكانة خاصة لدى الأندية والجماهير السعودية، ليس فقط لقيمتها المادية والمعنوية، بل لأنها تحمل اسم قائد البلاد، والفوز بها يُعد شرفًا كبيرًا يضاف إلى سجلات أي نادٍ. وغالبًا ما تشهد البطولة مفاجآت مدوية، حيث تتمكن فرق من درجات أدنى من إقصاء فرق كبرى، وهو ما يجسد “سحر الكأس” الذي يضيف إثارة ومتعة خاصة للمنافسات.
تفاصيل المباراة المثيرة
بدأ الخلود، الذي ينافس في دوري يلو لأندية الدرجة الأولى، المباراة بقوة وعزيمة واضحة، حيث باغت ضيفه بهدف مبكر بعد دقيقتين فقط عن طريق مهاجمه الأرجنتيني راميرو إنريكي، الذي استغل كرة عرضية ليضعها في الشباك. ولم يكتفِ أصحاب الأرض بذلك، بل واصلوا ضغطهم الهجومي الذي أسفر عن هدف ثانٍ في الدقيقة 24 بتوقيع القُمري ميزياني ماوليدا. وقبل نهاية الشوط الأول، شهدت المباراة إثارة بالغة، حيث قلص منصور حمزي الفارق للخليج في الدقيقة (45+1)، لكن هتان باهبري أعاد الفارق للخلود سريعًا بهدف ثالث في الدقيقة (45+3).
في الشوط الثاني، دخل الخليج بقوة لتعديل النتيجة، ونجح صالح العمري في تسجيل الهدف الثاني لفريقه بعد دقيقتين فقط من انطلاق الشوط. واستمرت محاولات الخليج لإدراك التعادل، إلا أن الإنجليزي جون باكلي وجه ضربة قوية لآمالهم بتسجيله الهدف الرابع للخلود من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة 83. وفي الدقائق الأخيرة، عاد الأمل للخليج بهدف ثالث جاء عن طريق النيران الصديقة بعد أن سجل مدافع الخلود السورينامي شاكيل بيناس هدفًا بالخطأ في مرماه في الدقيقة (90+2)، لكن الوقت لم يسعفهم لتسجيل هدف التعادل، لتنتهي المباراة بفوز تاريخي للخلود.
أهمية الفوز وتأثيره المتوقع
يمثل هذا الفوز إنجازًا تاريخيًا لنادي الخلود، الذي يبلغ الدور نصف النهائي لأغلى الكؤوس السعودية للمرة الأولى في تاريخه. ويعزز هذا التأهل من طموحات الفريق وجماهيره، ويمنحه دفعة معنوية هائلة في مسيرته بدوري الدرجة الأولى. على الصعيد الوطني، يبرز هذا الانتصار قوة المنافسة في الكرة السعودية وعدم اقتصارها على الأندية الكبرى، مما يضيف زخمًا وقيمة فنية للبطولات المحلية. وبانتظار تحديد منافسه القادم، يواصل الخلود حلمه الكبير في هذه البطولة، مؤكدًا أنه الحصان الأسود الذي لا يمكن الاستهانة به.