تتجه أنظار عشاق كرة القدم السعودية مساء السبت صوب ملعب “المملكة أرينا”، حيث يتجدد اللقاء بين عملاق الرياض، الهلال، ونظيره الفتح القادم من الأحساء، في مواجهة حاسمة ضمن منافسات الدور ربع النهائي من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين لموسم 2025/26. المباراة التي تنطلق في تمام الساعة 05:40 مساءً، تحمل في طياتها أكثر من مجرد بطاقة عبور إلى نصف النهائي، إذ تمثل صداماً بين فريقين يعيشان واقعين متناقضين تماماً هذا الموسم.
السياق التاريخي وأهمية البطولة
تُعد بطولة كأس الملك أغلى الكؤوس السعودية وأعرقها، حيث انطلقت في الخمسينيات الميلادية وتحمل قيمة تاريخية ورمزية كبيرة لجميع الأندية. تُعرف البطولة بأنها “بطولة المفاجآت”، حيث لا تعترف بفوارق المراكز في جدول الدوري، وتفتح الباب أمام الأندية الأقل حظاً لتحقيق إنجاز تاريخي. الفوز بلقبها لا يضمن فقط مجداً محلياً، بل يمنح الفريق الفائز مقعداً مباشراً في بطولة دوري أبطال آسيا، مما يضيف بعداً قارياً مهماً للمنافسة.
الهلال: مسيرة ثابتة نحو الهيمنة
يدخل الهلال، أو “الزعيم” كما تلقبه جماهيره، هذه المواجهة بمعنويات مرتفعة وثقة كبيرة. فالفريق تحت قيادة مدربه الإيطالي سيموني إنزاغي يقدم موسماً استثنائياً، حيث يسير بخطى ثابتة في جميع البطولات. في دوري روشن السعودي، لم يتذوق الهلال طعم الخسارة حتى الآن، محققاً سجلاً شبه مثالي جعله يحتل المركز الثاني في جدول الترتيب برصيد 23 نقطة، وبفارق 4 نقاط فقط عن النصر المتصدر. قوة الهلال لا تكمن فقط في نتائجه، بل في أدائه الهجومي الكاسح الذي سجل 24 هدفاً، ودفاعه الصلب الذي استقبل 9 أهداف فقط في 9 مباريات، مما يجعله المرشح الأبرز على الورق لمواصلة المشوار في الكأس.
الفتح: الكأس طوق نجاة لموسم صعب
على النقيض تماماً، يعيش فريق الفتح، الملقب بـ”النموذجي”، موسماً محلياً للنسيان. الفريق الذي يقوده المدرب البرتغالي قوميز يصارع في المراكز المتأخرة بدوري روشن، حيث يحتل المركز السابع عشر (قبل الأخير) برصيد 5 نقاط فقط، بعد أن تلقى 6 هزائم في 9 جولات. ومع هذه المعاناة في الدوري، تبدو بطولة الكأس بمثابة طوق النجاة والفرصة المثالية لمصالحة الجماهير وإنقاذ الموسم. أداء الفتح في الكأس كان مغايراً، حيث حقق انتصارين متتاليين ليصل إلى هذا الدور، ويأمل في أن تكون روح بطولات خروج المغلوب حافزاً له لتحقيق مفاجأة مدوية أمام حامل اللقب.
أرقام الفريقين في موسم 2025/26
أرقام الهلال هذا الموسم:
- دوري روشن: لعب 9 مباريات، فاز في 7، تعادل في 2، لم يخسر، سجل 24 هدفاً، استقبل 9 أهداف، ويحتل المركز الثاني برصيد 23 نقطة.
- كأس الملك: لعب مباراتين، فاز بهما، سجل هدفين، ولم تستقبل شباكه أي هدف.
أرقام الفتح هذا الموسم:
- دوري روشن: لعب 9 مباريات، فاز في 1، تعادل في 2، خسر 6، سجل 10 أهداف، استقبل 21 هدفاً، ويحتل المركز 17 برصيد 5 نقاط.
- كأس الملك: لعب مباراتين، فاز بهما، سجل 3 أهداف، واستقبلت شباكه هدفاً واحداً.
تبقى مباريات الكؤوس مفتوحة على كل الاحتمالات، فهل يواصل الهلال زحفه المنطقي نحو لقب جديد يضاف إلى خزائنه، أم يتمكن الفتح من قلب التوقعات وتفجير مفاجأة تليق بتاريخ بطولات الكأس؟