يستعد المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، الملقب بـ “الأخضر”، لوضع اللمسات الأخيرة على تحضيراته للمشاركة المرتقبة في النسخة الحادية عشرة من بطولة كأس العرب، التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة في الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر المقبل. وتكتسب هذه النسخة من البطولة أهمية خاصة، حيث تقام لأول مرة تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، وتعتبر بروفة تشغيلية مصغرة لكأس العالم 2022 التي ستقام في قطر.
وتعود بطولة كأس العرب للظهور بعد توقف دام لسنوات، حاملة معها تاريخاً عريقاً من المنافسات بين المنتخبات العربية. انطلقت البطولة لأول مرة في عام 1963، وشهدت تتويج منتخبات مختلفة على مر تاريخها، ويعد المنتخب السعودي أحد أبرز المشاركين فيها تاريخياً. وتأتي نسخة 2021 لتجمع شمل المنتخبات العربية على الملاعب المونديالية، مما يضفي عليها طابعاً تنافسياً وجماهيرياً فريداً، ويمثل فرصة ثمينة للمنتخبات المشاركة لاختبار قدراتها قبل الاستحقاقات الدولية القادمة.
وفي إطار هذه الاستعدادات المكثفة، من المقرر أن يتوافد اللاعبون الذين تم استدعاؤهم إلى مقر المنتخب خلال اليومين المقبلين، مباشرة بعد انتهاء التزاماتهم مع أنديتهم في المسابقات المحلية. ويأتي هذا التجمع النهائي بعد معسكر إعدادي أقامه الأخضر في مدينة جدة قبل نحو أسبوعين، تخللته مباراتان وديتان هامتان، حيث تمكن من الفوز على منتخب ساحل العاج بهدف نظيف، بينما تعرض للخسارة أمام منتخب الجزائر بهدفين دون رد، في اختبارات تهدف إلى رفع الجاهزية الفنية والبدنية للاعبين.
وقد أعلن المدير الفني للمنتخب، الفرنسي إيرفي رينارد، عن قائمة تضم 23 لاعباً للمشاركة في البطولة، والتي شهدت استدعاء مزيج من عناصر الخبرة والشباب الواعد. وجاءت القائمة على النحو التالي:
- حراسة المرمى: نواف العقيدي، عبدالرحمن الصانبي، راغد نجار.
- خط الدفاع: نواف بوشل، محمد سليمان، جهاد ذكري، حسان التمبكتي، عبدالإله العمري، وليد الأحمد، علي مجرشي، محمد أبو الشامات.
- خط الوسط: أيمن يحيى، ناصر الدوسري، عبدالله الخيبري، محمد كنو، مراد الهوساوي، مصعب الجوير، سالم الدوسري، عبدالرحمن العبود، صالح أبو الشامات.
- خط الهجوم: عبدالله الحمدان، صالح الشهري، فراس البريكان.
ووفقاً لنتائج القرعة، سيخوض المنتخب السعودي منافسات البطولة ضمن المجموعة الثانية، التي وصفت بـ “المجموعة القوية”، إلى جانب منتخبات المغرب وعمان وجزر القمر. ويستهل الأخضر مشواره بمواجهة نظيره العُماني يوم الثلاثاء المقبل على أرضية ملعب المدينة التعليمية، في مباراة تحمل طابع الديربي الخليجي. ثم يواجه منتخب جزر القمر في الجولة الثانية يوم الجمعة 5 ديسمبر على ملعب البيت، قبل أن يختتم دور المجموعات بمواجهة قوية ومنتظرة ضد المنتخب المغربي يوم الاثنين 8 من نفس الشهر على ملعب لوسيل، أحد الملاعب الرئيسية لكأس العالم.
ويحمل تاريخ المواجهات السابقة دلالات على قوة المنافسة المنتظرة. فقد التقى الأخضر مع نظيره المغربي في 9 مناسبات سابقة، حقق خلالها 3 انتصارات مقابل 4 هزائم وتعادلين، مما يشير إلى تقارب المستوى بين المنتخبين. أما المواجهات مع المنتخب العماني، فتميل الكفة بوضوح لصالح السعودية، حيث فاز الأخضر في 17 مباراة من أصل 25 جمعتهما، مقابل 4 هزائم و4 تعادلات. في المقابل، ستكون مواجهة جزر القمر هي الأولى تاريخياً بين المنتخبين، مما يضيف عنصراً من الغموض والتحدي الجديد لهذه المباراة.
وتتجاوز أهمية هذه المشاركة مجرد المنافسة على اللقب، إذ تمثل فرصة ذهبية للمدرب إيرفي رينارد لتجربة بعض الأسماء الجديدة ومنحها فرصة الاحتكاك الدولي، بالإضافة إلى الوقوف على مدى جاهزية الفريق ككل قبل استئناف التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم. وينتظر الشارع الرياضي السعودي بشغف أداء “الأخضر” في هذا المحفل العربي الكبير، آملاً في تقديم مستويات مشرفة والمنافسة بقوة على اللقب العربي.
