تدرس كوريا الجنوبية واليابان، عملاقا كرة القدم في شرق آسيا، تقديم ملف مشترك لاستضافة بطولة كأس آسيا 2035، في خطوة طموحة تعيد إلى الأذهان شراكتهما التاريخية الناجحة في تنظيم كأس العالم 2002. وأكد مسؤولون من اتحادي كرة القدم في البلدين يوم الجمعة أن هذه الفكرة قيد الدراسة، مما يفتح الباب أمام فصل جديد من التعاون الرياضي بين الجارتين.
خلفية تاريخية من التعاون الناجح
يستند هذا التوجه إلى الإرث الكبير الذي تركه مونديال 2002، الذي كان أول نسخة من كأس العالم تقام في قارة آسيا وأول بطولة يتم تنظيمها بشكل مشترك في تاريخ البطولة. ورغم التحديات اللوجستية والسياسية، حققت تلك النسخة نجاحاً منقطع النظير على المستويين التنظيمي والجماهيري، وساهمت في تطوير البنية التحتية الرياضية في كلا البلدين، تاركةً وراءها ملاعب عالمية المستوى وخبرات تنظيمية واسعة. إن العودة إلى فكرة الاستضافة المشتركة لا تعكس فقط الثقة المتبادلة، بل تمثل أيضاً استراتيجية ذكية لتقاسم التكاليف والاستفادة من المنشآت القائمة.
أهمية الحدث والتأثير المتوقع
على الصعيد المحلي، ستمثل استضافة كأس آسيا دفعة قوية لكرة القدم في البلدين، حيث لم تستضف كوريا الجنوبية البطولة منذ عام 1960، بينما كانت آخر مرة لليابان في عام 1992. ومن شأن تنظيم البطولة أن يجدد الشغف باللعبة محلياً، ويعزز اقتصادات البلدين من خلال السياحة الرياضية، ويشجع على تطوير المواهب الشابة. أما إقليمياً، فإن تقديم ملف مشترك من قبل قوتين كرويتين بهذا الحجم سيعزز من مكانة شرق آسيا على الساحة الكروية القارية، ويقدم نموذجاً للتعاون الإقليمي. دولياً، تحمل هذه الخطوة أبعاداً دبلوماسية هامة، حيث تساهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين سيول وطوكيو، والتي شهدت توترات تاريخية.
تصريحات رسمية ومستقبل الملف
أوضح مسؤول في الاتحاد الكوري لكرة القدم لوكالة فرانس برس أن المسؤولين يدرسون خيارات مختلفة، وأن الاستضافة المشتركة مع اليابان “إحدى الاستراتيجيات الممكنة”، مضيفاً أن الخطط لا تزال في مراحلها الأولية وتتطلب موافقة الحكومتين. من جانبه، أكد الاتحاد الياباني أنه “يجري دراسات مختلفة” حول إمكانية تقديم ملف، مشيراً إلى أن خيار الاستضافة المشتركة مع كوريا الجنوبية ودول أخرى قد نوقش، ولكن “لم يتم اتخاذ أي قرار ملموس حتى الآن”.
ومن المقرر أن يعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن البلد المضيف لنسختي 2031 و2035 في وقت واحد خلال عام 2027، مما يمنح الدولتين وقتاً كافياً لإعداد ملف قوي ومتكامل. وفي انتظار ذلك، تتجه الأنظار نحو المملكة العربية السعودية التي ستستضيف النسخة المقبلة من البطولة عام 2027.
