نجاح جماهيري كبير لمبادرة “انسجام عالمي 2”
أعلنت وزارة الإعلام عن اختتام فعاليات أيام ثقافة بلاد الشام ضمن مبادرة “انسجام عالمي 2″، التي تنظمها بالتعاون مع الهيئة العامة للترفيه، مسجلةً نجاحًا جماهيريًا لافتًا بتجاوز عدد الزوار حاجز المليون شخص منذ انطلاقها في مطلع شهر نوفمبر. ويأتي هذا الحدث الثقافي البارز كأحد ثمار برنامج “جودة الحياة”، الذي يهدف إلى تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 عبر إثراء الخيارات الثقافية والترفيهية للمواطنين والمقيمين والزوار.
خلفية المبادرة ودورها في رؤية 2030
تُعد مبادرة “انسجام عالمي” منصة حيوية تعكس التوجه الجديد للمملكة العربية السعودية نحو الانفتاح الثقافي وتعزيز الحوار بين الحضارات. ففي إطار التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة ضمن رؤية 2030، لم يعد التركيز مقتصرًا على التنويع الاقتصادي فحسب، بل امتد ليشمل بناء مجتمع حيوي ومزدهر ثقافيًا. وتعمل هذه الفعاليات على ترسيخ مكانة الرياض كعاصمة عالمية للثقافة والفن والترفيه، قادرة على استقطاب وجذب مختلف الثقافات لتقديم تراثها وفنونها على أرضها، مما يعزز من قيم التسامح والتعايش المشترك.
أيام الشام: احتفاء بالتراث العريق
شهدت “أيام الشام” إقبالًا واسعًا من الزوار الذين توافدوا للاستمتاع بعبق التراث القادم من الأردن وسوريا وفلسطين ولبنان. على مدار ثلاثة أيام، قُدمت أكثر من 30 فعالية متنوعة جسدت غنى الموروث الشامي؛ من الحفلات الغنائية على المسرح الرئيسي، وعروض الدبكة والرقصات الفلكلورية، إلى الأركان التفاعلية التي استعرضت الحرف اليدوية التقليدية والأزياء المطرزة، مرورًا بتجارب تذوق أشهى الأطباق الشامية. كما خطف عرض “سيرك 360” أنظار الحضور من مختلف الأعمار، مقدمًا فقرات بهلوانية مذهلة أضافت بعدًا ترفيهيًا مميزًا للحدث.
أسبوع اليمن: نافذة على كنوز التراث الأصيل
ومع اختتام أيام الشام، تتجه الأنظار الآن إلى أسبوع ثقافة اليمن الذي ينطلق اليوم ليقدم تجربة ثقافية ثرية تعكس العمق التاريخي والحضاري لليمن السعيد. سيتمكن الزوار من استكشاف كنوز الموروث اليمني من خلال فعاليات متعددة تشمل الفنون الشعبية الأصيلة والحفلات الفنية. وسيكون جناح الحرف اليدوية محطة رئيسية، حيث تُعرض المصوغات الفضية الدقيقة، ومنتجات الخيزران، مع عروض حية لتشكيل الأزياء اليمنية التقليدية الشهيرة بتصاميمها الفريدة. كما سيضم الجناح مجموعة من التحف والأواني التي تروي قصصًا عن جماليات الفن اليمني عبر العصور.
الأهمية والتأثير المتوقع
لا يقتصر تأثير “انسجام عالمي 2” على الجانب الترفيهي المحلي، بل يمتد ليشكل جسرًا للتواصل الثقافي على المستويين الإقليمي والدولي. فعلى الصعيد الإقليمي، تعزز المبادرة الروابط الأخوية بين المملكة ودول الجوار، وتوفر منصة مهمة لهذه الدول لعرض ثقافتها والحفاظ على تراثها. أما دوليًا، فقد استحوذ الحدث على اهتمام وسائل الإعلام العالمية، التي سلطت الضوء على دوره في إبراز الصورة الحقيقية للمملكة كوجهة منفتحة تحتضن التنوع الثقافي، مما يساهم في تعزيز قطاعي السياحة والترفيه كركائز أساسية في الاقتصاد الوطني الجديد.
