لطفي بوشناق: الفن الصادق ودعوة للشباب لتعلم النغم العربي

الفنان التونسي لطفي بوشناق يؤكد من مركز "إثراء" أن الصدق هو مفتاح الوصول للجمهور، ويدعو الجيل الجديد لتعلم المقامات العربية الأصيلة.
نوفمبر 23, 2025
7 mins read
لطفي بوشناق: الفن الصادق ودعوة للشباب لتعلم النغم العربي

الفن الصادق يصل إلى القلب مباشرة

في أمسية ثقافية فنية بمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي “إثراء”، أكد الفنان التونسي القدير لطفي بوشناق أن الجمهور العربي يمتلك ذائقة فنية رفيعة وحسًا نقديًا عاليًا لا يمكن خداعه، مشددًا على أن الصدق في الأداء هو الجسر الوحيد الذي يصل بين الفنان والمستمع. وخلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب مشاركته في أمسية “الغناء بالفصحى”، صرح بوشناق قائلاً: «كل ما يخرج من القلب يصل إلى القلب»، مشيراً إلى أن الجمهور يميز ببراعة بين الغناء المتقن الذي يحمل روحًا، وبين الأعمال الفنية العابرة التي تفتقر إلى العمق. وأضاف: «الجمهور لا يستطيع أن يُخدع، إذ يشعر عندما تقدّم جهدك وتغني بحب وبحرفية، ولا تخفى عليه أي تفصيلة».

خلفية فنية عريقة ورسالة متجذرة

يُعد لطفي بوشناق، الذي يُلقب أحيانًا بـ “بافاروتي تونس”، أحد أبرز أعمدة الموسيقى العربية المعاصرة. تمتد مسيرته الفنية لعقود، استطاع خلالها أن يبني جسرًا فريدًا بين التراث الموسيقي العربي الأصيل والقضايا الإنسانية والاجتماعية الراهنة. فهو ليس مجرد مطرب، بل ملحن وعازف عود وباحث موسيقي، مما يمنح رؤيته الفنية عمقًا وثقلاً كبيرين. وتأتي تصريحاته من “إثراء”، الصرح الثقافي البارز في المملكة العربية السعودية، لتكتسب أهمية مضاعفة، حيث يُعتبر المركز منصة رائدة لإحياء التراث وتشجيع الفنون الرفيعة في المنطقة.

دعوة للشباب للعودة إلى الجذور الموسيقية

لم يغفل بوشناق عن توجيه رسالة مباشرة إلى الجيل الجديد من الفنانين ومحبي الغناء باللغة العربية الفصحى، داعيًا إياهم إلى ضرورة التسلح بالمعرفة الموسيقية الأصيلة. وقال: «أنصح الشباب أن يتعلموا ويسمعوا النغمات العربية الصحيحة: البياتي، الرصد، السيكاه…». وأوضح أن إتقان هذه المقامات هو الأساس الذي يمكّن الفنان من التعبير بصدق وعمق، متجاوزًا القوالب الجاهزة والألحان المستهلكة. وانتقد بوشناق حصر الأغنية العربية في موضوع الحب والغزل فقط، مضيفًا: «الحب قيمة عظيمة، والله أمرنا بالمحبة، لكن الفن ليس محصورًا في الغزل فقط، بل هو مساحة واسعة للتعبير عن قضايا الناس ومشاعر الشعوب».

الفنان مرآة عصره ولسان شعبه

وشدد بوشناق على الدور الاجتماعي والثقافي للفنان، مؤكدًا أنه يجب أن يكون «شاهدًا على عصره ولسان شعبه». فالفنان الحقيقي، من وجهة نظره، هو الذي يعكس الواقع بصدق، ويربط بين تراث الماضي وروح الحاضر ورؤية المستقبل. وأضاف: «الفنان مرآة زمنه، ينقل إحساس الناس ومواقفهم». وفي ختام حديثه، أكد على قيمة التعلم المستمر كسمة أساسية للفنان الحقيقي، مستشهدًا بالمقولة المصرية الشهيرة: «يموت المعلم وهو يتعلم». وأوضح أنه رغم مسيرته الطويلة، لا يزال يعتبر نفسه تلميذًا في مدرسة الفن، قائلاً: «الفنان الحقيقي لا يقول “وصلت وخلاص”، بل يواصل التعلم ويطرق أبواب الأساتذة ليستفيد منهم».

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

نواف الجبرتي يحيي فن القصيدة المغناة في مركز إثراء
Previous Story

نواف الجبرتي يحيي فن القصيدة المغناة في مركز إثراء

ولاء الجندي: مشاركتي في مهرجان الغناء بالفصحى تعزيز للهوية
Next Story

ولاء الجندي: مشاركتي في مهرجان الغناء بالفصحى تعزيز للهوية

Latest from الثقافة

أذهب إلىالأعلى