ضجت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية بأنباء عن وفاة أسطورة السينما الهندية، النجم دارمندرا، عن عمر يناهز 89 عامًا بعد وعكة صحية مفاجئة. وقد أثارت هذه الأخبار قلقًا واسعًا بين محبيه في الهند وحول العالم. إلا أن مصادر مقربة من عائلته ونشطاء في الوسط الفني سارعوا إلى نفي هذه الشائعات، مؤكدين أن الممثل المخضرم بصحة جيدة وأن ما يتم تداوله لا أساس له من الصحة.
مسيرة أسطورية في قلب بوليوود
يُعد دارمندرا، واسمه الكامل دارام سينغ ديول، أحد أبرز أعمدة السينما الهندية وأكثرهم تأثيرًا على مدى ستة عقود. وُلد في عام 1935، وبدأ مسيرته الفنية في أوائل الستينيات، ليصبح سريعًا واحدًا من أكثر النجوم وسامة وشعبية، وحصل على لقب “He-Man” بوليوود لقوته البدنية وجاذبيته على الشاشة. تنوعت أدواره بشكل لافت، حيث برع في تقديم الكوميديا الرومانسية بنفس الكفاءة التي قدم بها أفلام الحركة المليئة بالتشويق، مما جعله نجمًا محبوبًا لدى جميع فئات الجمهور.
من أبرز محطات مسيرته الفنية دوره الأيقوني “فيرو” في الفيلم الكلاسيكي الخالد “شولاي” (Sholay) عام 1975، والذي يعتبره الكثيرون أحد أعظم الأفلام في تاريخ السينما الهندية. شارك في أكثر من 300 فيلم، تاركًا بصمة لا تُمحى في صناعة الترفيه. لم تقتصر مساهماته على التمثيل فقط، بل امتدت إلى الإنتاج السينمائي، حيث دعم مسيرة نجليه ساني ديول وبوبي ديول، اللذين أصبحا نجمين بارزين في بوليوود.
التأثير الثقافي وإرث ممتد
لم تكن مسيرة دارمندرا مجرد مسيرة فنية، بل كانت جزءًا من النسيج الثقافي والاجتماعي للهند. فإلى جانب نجوميته، خاض تجربة سياسية قصيرة عندما انتُخب عضوًا في البرلمان الهندي (Lok Sabha)، مما يعكس مدى شعبيته وتأثيره. تقديرًا لمساهماته الفنية الاستثنائية، حصل على العديد من الجوائز المرموقة، من بينها جائزة “بادما بوشان”، وهي ثالث أرفع وسام مدني في الهند، بالإضافة إلى جائزة إنجاز العمر من “فيلم فير”.
إن تكرار شائعات الوفاة التي تطال المشاهير الكبار مثل دارمندرا يسلط الضوء على تحديات العصر الرقمي وسرعة انتشار المعلومات المضللة. لكن في المقابل، يُظهر رد الفعل السريع من الجمهور ووسائل الإعلام حجم المحبة والتقدير الذي يحظى به هذا النجم الأسطوري. يبقى دارمندرا رمزًا للعصر الذهبي لبوليوود، وإرثه الفني سيستمر في إلهام الأجيال القادمة من الفنانين وعشاق السينما.