أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن إطلاق مبادرة جديدة ومبتكرة تحمل اسم “منطقة الجماهير”، والتي ستكون إحدى أبرز الفعاليات المصاحبة لدورته الخامسة المرتقبة. تأتي هذه الخطوة لتعزيز التفاعل المباشر بين الجمهور ونجوم وصناع السينما العالميين، وتحويل تجربة حضور المهرجان إلى احتفالية شاملة تتجاوز قاعات العرض.
ستقام “منطقة الجماهير” في موقع استراتيجي على السجادة الحمراء في قلب مدينة جدة التاريخية (البلد)، المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، مما يضفي بعداً ثقافياً وتاريخياً فريداً على التجربة. خلال الفترة الممتدة من 4 إلى 13 ديسمبر المقبل، سيتمكن عشاق الفن السابع من الحصول على فرصة نادرة للقاء فنانيهم المفضلين، والتقاط الصور التذكارية معهم، والحصول على توقيعاتهم، في مساحة مخصصة تضمن تفاعلاً منظماً وآمناً. وتمثل هذه المبادرة إضافة نوعية لبرنامج المهرجان، حيث تهدف إلى كسر الحواجز التقليدية بين النجوم والجمهور، وإضفاء طابع أكثر حيوية وشعبية على الحدث السينمائي الأبرز في المنطقة.
السياق العام ونشأة المهرجان
يأتي إطلاق هذه المبادرة في سياق النمو المتسارع الذي يشهده مهرجان البحر الأحمر السينمائي منذ انطلاقته الأولى عام 2021. تأسس المهرجان كجزء من مبادرات رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى دعم القطاعات الثقافية والإبداعية وتنمية صناعة السينما في المملكة. وخلال سنوات قليلة، نجح المهرجان في ترسيخ مكانته كمنصة رائدة للاحتفاء بالسينما السعودية والعربية والعالمية، واستقطاب كبار المخرجين والمنتجين والنجوم من مختلف أنحاء العالم. إن إضافة “منطقة الجماهير” تعكس نضج المهرجان وتوجهه نحو تعميق علاقته مع المجتمع المحلي، وتحويله إلى حدث ثقافي مجتمعي يشارك فيه الجميع.
الأهمية والتأثير المتوقع للمبادرة
على الصعيد المحلي، من المتوقع أن تسهم “منطقة الجماهير” في زيادة الحضور الجماهيري بشكل ملحوظ، وتعزيز السياحة الثقافية في مدينة جدة. كما أنها توفر منصة لإلهام الشباب السعودي الشغوف بالسينما، وتقريبهم من صناع القرار والمواهب العالمية، مما قد يحفز جيلاً جديداً من المبدعين. أما على الصعيدين الإقليمي والدولي، فإن هذه المبادرة تضع مهرجان البحر الأحمر السينمائي في مصاف المهرجانات العالمية الكبرى مثل كان وتورنتو، التي تولي اهتماماً كبيراً للتفاعل الجماهيري. هذا التوجه يعزز من السمعة الدولية للمهرجان كوجهة جاذبة لا تقتصر على المتخصصين في الصناعة فحسب، بل تمتد لتشمل محبي السينما من كافة أنحاء العالم، مما يرسخ دور المملكة كمركز ثقافي وفني مؤثر في المشهد العالمي.