في تطور قضائي لافت، أصدرت محكمة فدرالية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية أمرًا يلزم شركتي X (تويتر سابقًا) وجوجل بالكشف عن الهوية والبيانات الشخصية لحساب مجهول قام بنشر شائعات كاذبة ومسيئة بحق أعضاء فرقة الكيبوب الشهيرة SEVENTEEN. ويأتي هذا القرار كخطوة حاسمة في إطار الدعوى القضائية التي رفعتها وكالة HYBE، نيابة عن جميع أعضاء الفرقة الثلاثة عشر، ضد ناشر هذه الشائعات في كوريا الجنوبية.
وقد وافقت محكمة المقاطعة الشمالية لولاية كاليفورنيا في 25 نوفمبر على طلب “الاكتشاف القضائي” المقدم من الفرقة، والذي يهدف إلى الحصول على معلومات حيوية لتعقب المستخدم المجهول. وتكمن أهمية هذه الخطوة في كونها إجراءً قانونيًا جماعيًا من فرقة بأكملها، يستخدم النظام القضائي الأمريكي لدعم قضية تشهير قائمة في بلد آخر، مما يشكل سابقة هامة في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية العابرة للحدود.
خلفية القضية وسياقها العام
تعود تفاصيل القضية إلى الفترة الممتدة بين مارس من العام الماضي و29 ديسمبر، حيث قام حساب مجهول على منصة X بنشر سلسلة من “التعليقات الكارهة” و”المعلومات الملفقة” التي طالت أعضاء SEVENTEEN، وتضمنت اتهامات باطلة حول علاقات مزعومة وتصرفات غير لائقة. هذه المنشورات، التي وصفتها الوكالة بأنها مهينة ومسيئة، تسببت في أضرار معنوية بالغة للفنانين وأثرت سلبًا على سمعتهم. وفي 22 مايو، تقدمت الفرقة بدعوى مدنية أمام محكمة سيول المركزية بتهمة التشهير، لكن استكمال الإجراءات القانونية تعثر بسبب عدم معرفة هوية المدعى عليه، مما استدعى اللجوء إلى القضاء الأمريكي للحصول على بياناته من المنصات التي استخدمها.
حماية الفنانين: توجه جديد في صناعة الكيبوب
لم يعد هذا النوع من الإجراءات القانونية استثنائيًا في عالم الكيبوب. فمع تزايد التأثير العالمي للفرق الكورية، تصاعدت بالتوازي ظواهر سلبية مثل التنمر الإلكتروني، ونشر الشائعات الخبيثة، وانتهاك الخصوصية من قبل ما يُعرف بالـ “ساسينغ” (المعجبون المهووسون). ونتيجة لذلك، تخلت وكالات الترفيه الكبرى، وعلى رأسها HYBE، عن سياسة التسامح السابقة، وبدأت في تبني نهج “عدم التسامح مطلقًا”، متبعةً إجراءات قانونية صارمة لحماية فنانيها. يعكس هذا التحول وعيًا متزايدًا بأهمية الصحة النفسية للفنانين وضرورة الحفاظ على صورتهم العامة من الهجمات المتعمدة التي قد تدمر مسيرتهم المهنية.
الأهمية الدولية للقرار وتأثيره المتوقع
يحمل قرار المحكمة الأمريكية أبعادًا تتجاوز حماية فرقة SEVENTEEN. فعلى الصعيد الدولي، يؤسس هذا الحكم لسابقة قضائية مهمة، حيث يوضح إمكانية استخدام الآليات القانونية الأمريكية (مثل إجراءات الاكتشاف) لدعم القضايا المرفوعة في دول أخرى. إنه يبعث برسالة واضحة إلى المتنمرين والمسيئين عبر الإنترنت بأن الاختباء خلف حسابات مجهولة على منصات عالمية لم يعد يوفر حصانة كاملة. كما يضع القرار ضغطًا على عمالقة التكنولوجيا مثل X وجوجل للتعاون بفعالية أكبر في قضايا التشهير والجرائم الإلكترونية، مؤكدًا على مسؤوليتهم في توفير بيئة رقمية آمنة. ومن المتوقع أن يشجع هذا النجاح وكالات وفنانين آخرين على اتخاذ خطوات مماثلة، مما يساهم في خلق رادع قوي ضد التشهير عبر الإنترنت على مستوى العالم.
تفاصيل الأمر القضائي والخطوات التالية
بموجب الحكم، ألزمت المحكمة المنصتين بتسليم كافة البيانات التي قد تقود إلى هوية المستخدم، بما في ذلك الاسم، تاريخ الميلاد، البريد الإلكتروني، أرقام الهواتف، سجلات آخر عشر عمليات تسجيل دخول مع المناطق الزمنية، وأي معلومات مرتبطة بوسائل الدفع مثل بطاقات الائتمان. وأمهلت المحكمة الشركتين 45 يومًا للامتثال للأمر. وبمجرد الحصول على هذه البيانات، ستتمكن HYBE من تحديد هوية الشخص المسؤول وتقديمها إلى محكمة سيول المركزية، لاستئناف الدعوى القضائية واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه.