انطلاقة جديدة للسينما السعودية
أعلن معالي المستشار تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه (GEA)، عن بدء ورشة القراءة الخاصة بالفيلم السينمائي الجديد “العيون الساهرة”. يمثل هذا العمل نقلة نوعية في الإنتاج السينمائي المحلي، حيث يستلهم أحداثه من قصة حقيقية موثقة في ملفات المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالمملكة العربية السعودية، ليسلط الضوء على التضحيات الجسام التي يقدمها رجال الأمن لحماية الوطن والمجتمع.
الفيلم، الذي من المقرر أن يبدأ تصويره الأسبوع القادم، يأتي تحت إدارة المخرج العالمي فيليب نويس، مما يضفي عليه بعدًا دوليًا ويرفع سقف التوقعات لجودة العمل الفنية. وقد وجه آل الشيخ شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، على دعمه اللامحدود لهذا المشروع، مثمنًا جهود كافة منسوبي الوزارة وأبطال مكافحة المخدرات من ضباط وأفراد.
خلفية وسياق الحرب على المخدرات في المملكة
تأتي أهمية فيلم “العيون الساهرة” في ظل الجهود الحثيثة والمستمرة التي تبذلها المملكة لمكافحة آفة المخدرات، والتي لا تشكل تهديدًا أمنيًا فحسب، بل خطرًا يهدد النسيج الاجتماعي وصحة الشباب. على مر العقود، خاضت السعودية حربًا شرسة ضد مهربي ومروجي المخدرات الذين يستغلون موقعها الجغرافي لمحاولة إغراق المنطقة بالسموم. وقد أطلقت الدولة حملات توعوية وأمنية متتالية، كان آخرها الحملة الوطنية الشاملة لمكافحة المخدرات، والتي حققت نجاحات ملموسة في ضبط كميات ضخمة وتفكيك شبكات إجرامية منظمة. يهدف الفيلم إلى توثيق جانب من هذه الحرب الشرسة، وتخليد قصص أبطالها الذين يعملون بصمت خلف الكواليس.
الأهمية والتأثير المتوقع للفيلم
على الصعيد المحلي، يُنتظر أن يكون لفيلم “العيون الساهرة” تأثير عميق، فهو لا يقتصر على كونه عملًا ترفيهيًا، بل يحمل رسالة توعوية قوية للأجيال الشابة حول مخاطر المخدرات، ويعزز في الوقت ذاته الثقة في الأجهزة الأمنية ويرفع من الروح المعنوية. كما يساهم الفيلم في إثراء صناعة السينما السعودية، التي تشهد ازدهارًا كبيرًا في إطار رؤية المملكة 2030، عبر تقديم محتوى محلي بمعايير عالمية.
إقليميًا ودوليًا، يبرز الفيلم وجهًا آخر للمملكة، يسلط الضوء على دورها المحوري كحصن منيع في مواجهة الجريمة المنظمة العابرة للحدود. إن تقديم هذه القصص البطولية للعالم عبر عدسة السينما يساهم في تعريف الجمهور الدولي بالجهود السعودية في هذا المجال، ويقدم نموذجًا للتضحية والشجاعة، مما يعزز الصورة الإيجابية للمملكة كدولة فاعلة في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.