أنهت بورصة موسكو تداولات اليوم على انخفاض ملحوظ، لتواصل مسار الأداء المتقلب الذي شهدته في الآونة الأخيرة. وأغلق المؤشر الرئيسي المقوم بالروبل (MOEX) عند مستوى 2666.78 نقطة، مسجلاً تراجعاً بواقع 19.17 نقطة، أي ما يعادل نسبة 0.71% مقارنة بإغلاق جلسة التداول السابقة. وفي السياق ذاته، شهد مؤشر (RTS) المقوم بالدولار انخفاضاً هو الآخر، حيث فقد 2.67 نقطة من قيمته، ليتراجع بنسبة 0.25% ويستقر عند مستوى 1068.90 نقطة.
خلفية تاريخية وسياق عام للسوق الروسي
تُعد بورصة موسكو (MOEX) أكبر سوق للأوراق المالية في روسيا، وقد تأسست في شكلها الحالي عام 2011 بعد اندماج بورصتي MICEX و RTS. ويعتبر مؤشر MOEX المعيار الرئيسي للسوق، حيث يقيس أداء أكبر الشركات الروسية وأكثرها سيولة بالعملة المحلية (الروبل). أما مؤشر RTS، فيعكس نفس سلة الأسهم ولكن مقومة بالدولار الأمريكي، مما يجعله مقياساً حساساً ليس فقط لأداء الشركات ولكن أيضاً لتقلبات سعر صرف الروبل مقابل الدولار. تاريخياً، تأثرت السوق الروسية بشكل كبير بأسعار الطاقة العالمية، نظراً لاعتماد الاقتصاد الروسي القوي على صادرات النفط والغاز، بالإضافة إلى السياسات النقدية للبنك المركزي الروسي.
أهمية الحدث وتأثيره المتوقع
يأتي هذا الانخفاض في وقت يواجه فيه الاقتصاد الروسي تحديات هيكلية كبيرة. على الصعيد المحلي، يعكس تراجع المؤشرات حالة من الحذر تسود أوساط المستثمرين المحليين، الذين يمثلون الآن الشريحة الأكبر من المتداولين بعد خروج معظم المستثمرين الأجانب. وتتأثر معنوياتهم بالبيانات الاقتصادية المحلية، ومعدلات الفائدة، وتوقعات أرباح الشركات الكبرى مثل غازبروم وسبيربنك ولوك أويل.
إقليمياً ودولياً، لا يمكن فصل أداء بورصة موسكو عن التوترات الجيوسياسية المستمرة والعقوبات الاقتصادية الغربية المفروضة على روسيا. هذه العوامل تحد من وصول الشركات الروسية إلى رؤوس الأموال العالمية وتؤثر على سلاسل التوريد، مما يضع ضغوطاً مستمرة على أداء الأسهم. كما أن أي تغيرات في أسعار النفط والغاز في الأسواق العالمية تنعكس بشكل مباشر وسريع على مؤشرات البورصة، نظراً لوزن شركات الطاقة الكبير في المؤشر. وبالتالي، يظل أداء السوق الروسي مرتبطاً بشكل وثيق بالتطورات السياسية العالمية ومسار أسواق الطاقة، مما يجعله عرضة لتقلبات حادة قد تستمر في المستقبل المنظور.