أصدر المركز الوطني للأرصاد في المملكة العربية السعودية، اليوم الخميس، تنبيهاً متقدماً بشأن حالة الطقس المتوقعة، محذراً من هطول أمطار خفيفة إلى متوسطة قد تكون رعدية أحياناً، مصحوبة برياح نشطة تصل إلى شديدة السرعة على أجزاء متفرقة من أربع مناطق رئيسية. وتأتي هذه التقلبات الجوية ضمن سمات الفترة الانتقالية التي تشهدها أجواء المملكة بين فصلي الشتاء والصيف، والتي غالباً ما تتسم بعدم الاستقرار الجوي.
التأثيرات المصاحبة والتوزيع الجغرافي
وفقاً لتقرير المركز، فإن التأثيرات المصاحبة لهذه الحالة الجوية لا تقتصر على هطول الأمطار فحسب، بل تشمل نشاطاً في الرياح السطحية قد يؤدي إلى شبه انعدام في مدى الرؤية الأفقية بسبب إثارة الأتربة والغبار، خاصة على الطرق السريعة والمناطق المفتوحة. كما حذر التقرير من احتمالية تساقط البرد، وجريان السيول في الأودية والشعاب، بالإضافة إلى نشاط الصواعق الرعدية. وتشمل المناطق المتأثرة كلاً من مكة المكرمة، الباحة، عسير، وجازان، وتتوزع التفاصيل على النحو التالي:
- منطقة مكة المكرمة: تشمل التنبيهات محافظات الطائف، أضم، ميسان، العرضيات، القنفذة، الليث، بالإضافة إلى الخرمة، الموية، تربة، ورنية.
- منطقة الباحة: يتوقع أن تتأثر محافظات الحجرة، المخواة، فرعة غامد الزناد، قلوة، بالإضافة إلى مدينة الباحة ومحافظات العقيق، القرى، المندق، بلجرشي، وبني حسن.
- منطقة عسير: تمتد الحالة لتشمل المجاردة، بارق، رجال ألمع، محايل، النماص، بلقرن، تنومة، وأحد رفيدة، وكذلك الحرجة، الربوعة، الفرشة، سراة عبيدة، ظهران الجنوب، وصولاً إلى أبها وخميس مشيط.
- منطقة جازان: تشمل التنبيهات محافظات الحرث، الدائر، الريث، العارضة، العيدابي، فيفا، وهروب.
السياق المناخي وأهمية التحذيرات
تُعرف المناطق الجنوبية الغربية من المملكة، وخصوصاً المرتفعات الجبلية في عسير والباحة وجازان، بتضاريسها المعقدة التي تساهم في تكوّن السحب الركامية الرعدية بشكل متكرر خلال فترات معينة من العام. وتكتسب هذه التحذيرات أهمية قصوى على الصعيد المحلي، حيث تدعو الجهات المعنية، وعلى رأسها المديرية العامة للدفاع المدني، المواطنين والمقيمين إلى أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن مجاري الأودية والسيول، وتجنب المناطق المنخفضة، ومتابعة التحديثات المستمرة من المركز الوطني للأرصاد. إن جريان السيول المفاجئ في الأودية الجافة يشكل خطراً كبيراً على الأرواح والممتلكات، مما يستدعي التزاماً كاملاً بإرشادات السلامة. وعلى الصعيد الإقليمي، تعد هذه الظواهر جزءاً من أنماط مناخية أوسع تؤثر على شبه الجزيرة العربية، وتساهم دراستها في تحسين نماذج التنبؤ بالطقس وتعزيز القدرة على مواجهة الكوارث الطبيعية المحتملة.