أداء إيجابي في مستهل التعاملات
استهل مؤشر سوق الأسهم السعودية الرئيسي (تاسي) تداولات يوم الخميس على ارتفاع ملحوظ، مسجلاً نموًا بنسبة 0.3% ليصل إلى مستوى 10,665 نقطة. ويأتي هذا الأداء الإيجابي في بداية الجلسة ليعكس حالة من التفاؤل الحذر بين المستثمرين، مدعومًا بسيولة مبكرة بلغت قيمتها حوالي 94 مليون ريال، نتجت عن تداول ما يقارب 3.3 مليون سهم. ووفقًا لبيانات “تداول السعودية”، بلغت القيمة السوقية الإجمالية للسوق مع بداية التعاملات 9.021 تريليون ريال، مما يؤكد مكانته كأكبر سوق مالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقد اتسمت بداية الجلسة باتساع نطاق الارتفاعات، حيث شهدت أسهم 200 شركة نموًا في قيمتها، مقابل انخفاض أسهم 36 شركة فقط من إجمالي 262 شركة مدرجة في السوق الرئيسية. وتصدرت قائمة الأسهم الأكثر ارتفاعًا شركات مثل: الكابلات السعودية، والبحر الأحمر، والأندلس، وصدق، وسناد القابضة. في المقابل، جاءت أسهم مجموعة تداول، والموسى، والشرقية للتنمية، ونقي، وجزيرة تكافل ضمن الأسهم الأكثر انخفاضًا.
استقرار في السوق الموازية “نمو”
على صعيد السوق الموازية (نمو)، حافظ المؤشر على استقراره عند مستوى 23,907 نقطة في بداية التعاملات. وبلغت قيمة التداولات في “نمو” حوالي 670 ألف ريال، بكمية أسهم متداولة بلغت 133.5 ألف سهم، وقيمة سوقية إجمالية وصلت إلى 43.2 مليون ريال. وشهدت السوق الموازية، المخصصة للشركات الصغيرة والمتوسطة، ارتفاع أسهم 6 شركات مقابل تراجع 3 شركات من أصل 126 شركة مدرجة.
السياق الاقتصادي وأهمية سوق “تداول”
يُعد أداء سوق الأسهم السعودية مؤشرًا حيويًا لصحة الاقتصاد الوطني ويعكس ثقة المستثمرين المحليين والدوليين في مسار النمو. وتأتي هذه التحركات في سياق جهود المملكة المستمرة لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط، وذلك ضمن إطار “رؤية السعودية 2030”. وقد شهدت السوق المالية السعودية خلال السنوات الأخيرة إصلاحات هيكلية عميقة تهدف إلى تعزيز الشفافية وجذب الاستثمارات الأجنبية، وهو ما تكلل بإدراجها في مؤشرات الأسواق الناشئة العالمية الكبرى مثل MSCI وFTSE Russell.
التأثير الإقليمي والدولي
لا يقتصر تأثير أداء “تاسي” على المستوى المحلي فحسب، بل يمتد ليشمل الأسواق الإقليمية نظرًا لحجمه وتأثيره. فغالبًا ما تقود تحركات السوق السعودية توجهات أسواق الأسهم الأخرى في دول مجلس التعاون الخليجي. وعلى الصعيد الدولي، يراقب المستثمرون العالميون أداء السوق عن كثب كونه يوفر نافذة على الأوضاع الاقتصادية في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، كما أنه يضم شركات عملاقة ذات وزن عالمي، أبرزها أرامكو السعودية، مما يجعله مكونًا أساسيًا في محافظ المستثمرين المتخصصين في الأسواق الناشئة.