ضرب زلزال بلغت قوته 5 درجات على مقياس ريختر، اليوم، سواحل مملكة تونغا الواقعة في جنوب المحيط الهادئ، دون أن ترد تقارير فورية عن وقوع خسائر مادية أو بشرية. ويأتي هذا النشاط الزلزالي ليؤكد مجدداً على الطبيعة الجيولوجية النشطة لهذه المنطقة من العالم.
ووفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، فقد تم تحديد مركز الزلزال على بعد حوالي 108 كيلومترات شمال شرق مدينة هيهيفو، وعلى عمق ضحل نسبياً بلغ 10 كيلومترات. وبسبب قوته المعتدلة وموقعه البحري، لم يتم إصدار أي تحذيرات من احتمالية حدوث موجات مد عاتية (تسونامي) في المنطقة.
تونغا في قلب ‘حزام النار’
تقع مملكة تونغا، وهي أرخبيل يضم أكثر من 170 جزيرة، في موقع جغرافي حرج يُعرف بـ ‘حزام النار’ أو ‘حلقة النار’ في المحيط الهادئ. هذه المنطقة عبارة عن حزام هائل يمتد لمسافة 40 ألف كيلومتر، وتتميز بنشاط زلزالي وبركاني هو الأعلى على مستوى العالم، حيث تقع فيها معظم الزلازل وتتركز بها أغلب البراكين النشطة.
يعود هذا النشاط المكثف إلى حركة الصفائح التكتونية، حيث تقع تونغا بالقرب من خندق تونغا-كيرماديك، وهو أحد أعمق خنادق المحيطات في العالم. في هذه المنطقة، تغوص صفيحة المحيط الهادئ التكتونية أسفل الصفيحة الأسترالية، وهي عملية تُعرف بالاندساس (Subduction). هذه الحركة المستمرة تتسبب في تراكم هائل للضغوط بين الصفيحتين، والتي يتم إطلاقها بشكل مفاجئ على هيئة زلازل متفاوتة القوة.
الأهمية والتأثير المتوقع
على الرغم من أن زلزال اليوم لم يسفر عن أضرار، إلا أنه يمثل تذكيراً دائماً بالمخاطر الطبيعية التي تواجهها دول جزر المحيط الهادئ. فالتاريخ الحديث للمنطقة حافل بالأحداث الجيولوجية الكبرى، وأبرزها ثوران بركان هونغا تونغا-هونغا هاباي في يناير 2022، والذي كان أحد أقوى الانفجارات البركانية المسجلة في العصر الحديث، وتسبب في موجات تسونامي مدمرة أثرت على تونغا والدول المجاورة.
إن تكرار هذه الهزات الأرضية، حتى المعتدلة منها، يدفع السلطات المحلية والمنظمات الدولية إلى الحفاظ على حالة تأهب قصوى، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، وتعزيز وعي السكان بكيفية التعامل مع الكوارث الطبيعية. ويعتبر هذا الزلزال حدثاً روتينياً من منظور جيولوجي، لكنه يسلط الضوء على أهمية المراقبة المستمرة للنشاط الزلزالي في ‘حزام النار’ لتقليل المخاطر وحماية الأرواح والممتلكات في هذه المنطقة الحيوية من العالم.