فيضانات تايلاند وماليزيا: عشرات القتلى وآلاف النازحين

تسببت أمطار موسمية غزيرة في فيضانات مدمرة بجنوب تايلاند وماليزيا، مما أسفر عن مقتل العشرات ونزوح عشرات الآلاف وسط جهود إنقاذ واسعة النطاق.
نوفمبر 26, 2025
8 mins read
فيضانات تايلاند وماليزيا: عشرات القتلى وآلاف النازحين

كارثة طبيعية تضرب جنوب شرق آسيا

تواجه كل من تايلاند وماليزيا أزمة إنسانية متفاقمة بعد أن تسببت فيضانات عارمة، ناجمة عن أمطار موسمية غزيرة، في مقتل 34 شخصًا على الأقل وتشريد عشرات الآلاف من السكان. وغمرت المياه مساحات شاسعة من المناطق الجنوبية في البلدين، محولة الشوارع إلى أنهار ومجبرة السكان على ترك منازلهم بحثًا عن ملاذ آمن.

الوضع في تايلاند: حالة طوارئ وجهود إنقاذ مكثفة

في تايلاند، أعلنت الحكومة حالة الطوارئ في مقاطعة سونغكلا الجنوبية، التي كانت من بين الأكثر تضررًا. وأظهرت المشاهد الواردة من مدينة هات ياي، المركز التجاري والسياحي للمقاطعة، مياه الفيضانات البنية وهي تغمر الطوابق الأرضية للمباني السكنية والمحال التجارية. وأكد متحدث باسم الحكومة التايلاندية أن 33 شخصًا لقوا حتفهم في سبع مقاطعات جنوبية، إما غرقًا أو صعقًا بالكهرباء، مما يعكس خطورة الوضع. وقد تم إجلاء أكثر من 10 آلاف شخص من منازلهم في سونغكلا وحدها، حيث تم تحويل الجامعات والمباني العامة إلى مراكز إيواء مؤقتة للنازحين. ولتلبية الاحتياجات العاجلة، تم إنشاء مراكز لتوزيع ما يصل إلى 20 ألف وجبة غذائية يوميًا على المتضررين.

وقد استنفرت السلطات كافة أجهزتها لمواجهة الكارثة، حيث نشر الجيش حاملة طائرات وطائرات هليكوبتر للمساعدة في عمليات الإجلاء ونقل المرضى. وتعمل فرق الإنقاذ بلا كلل باستخدام القوارب والدراجات المائية والشاحنات العسكرية للوصول إلى الأشخاص المحاصرين في المناطق المنكوبة.

السياق المناخي والتاريخي: بين الأمطار الموسمية وتغير المناخ

تعتبر هذه الفيضانات جزءًا من نمط مناخي معتاد في المنطقة، حيث يشهد جنوب شرق آسيا موسم أمطار موسمية غزيرة بين شهري يونيو وسبتمبر. ومع ذلك، يحذر العلماء من أن ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن النشاط البشري تزيد من حدة هذه الظواهر الطبيعية وتواترها ومدتها. لم تعد الأمطار مجرد أمطار موسمية، بل أصبحت عواصف أكثر تطرفًا وقوة. وتُعيد هذه الكارثة إلى الأذهان فيضانات عام 2011 الكارثية في تايلاند، التي كانت الأسوأ منذ عقود وأثرت على الاقتصاد العالمي، مما يؤكد ضعف المنطقة أمام التغيرات المناخية.

تداعيات الكارثة في ماليزيا وتأثيرها الإقليمي

لم تقتصر الأزمة على تايلاند، ففي ماليزيا المجاورة، امتدت الفيضانات لتشمل ثماني ولايات، مما أجبر أكثر من 27 ألف شخص على الانتقال إلى مراكز إيواء مؤقتة. وسُجلت حالة وفاة واحدة على الأقل في ولاية كلنتن، إحدى أكثر الولايات تضررًا. ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية استمرار هطول الأمطار الغزيرة، مما ينذر بتفاقم الوضع. إن التأثير الاقتصادي لهذه الفيضانات يتجاوز الخسائر المباشرة في الممتلكات والبنية التحتية، ليشمل قطاعات حيوية مثل الزراعة والسياحة، وقد يؤثر على سلاسل التوريد الإقليمية، مما يبرز الحاجة الماسة إلى تعاون إقليمي لمواجهة الكوارث الطبيعية والتكيف مع التغيرات المناخية.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

حفلات محمد عبده 2025: مواعيد وأماكن جولة فنان العرب
Previous Story

حفلات محمد عبده 2025: مواعيد وأماكن جولة فنان العرب

حفل كيبوب جدة: ATEEZ وبامبام في K-POP Masters 2024
Next Story

حفل كيبوب جدة: ATEEZ وبامبام في K-POP Masters 2024

Latest from اخبار عالمية

أذهب إلىالأعلى