كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاصيل جديدة تتعلق بهوية المشتبه به في حادثة إطلاق النار التي استهدفت عنصرين من الحرس الوطني بالقرب من البيت الأبيض في العاصمة واشنطن. وصرح ترامب بأن المتهم هو مواطن أجنبي وصل إلى الولايات المتحدة قادماً من أفغانستان في سبتمبر 2021، واصفاً الهجوم بأنه "عمل إرهابي" يستدعي رداً حازماً.
اتهامات لإدارة بايدن ومراجعة شاملة
وفي كلمة له من ولاية فلوريدا، وجه ترامب انتقادات مباشرة لإدارة سلفه الديمقراطي جو بايدن، مشيراً إلى أن المشتبه به دخل البلاد خلال فترة الفوضى التي تلت الانسحاب الأمريكي من أفغانستان. وقال ترامب: "المشتبه به الذي تم القبض عليه هو أجنبي دخل بلادنا من أفغانستان، وجرى إحضاره إلى هنا من قبل إدارة جو بايدن في سبتمبر 2021".
وأكد الرئيس الأمريكي أن هذه الحادثة ستدفع إدارته الحالية إلى اتخاذ إجراءات فورية، تتضمن إعادة التدقيق الأمني الشامل في ملفات جميع الأفراد الذين دخلوا الولايات المتحدة من أفغانستان خلال فترة حكم بايدن، لضمان عدم وجود تهديدات مماثلة.
تعزيزات عسكرية في العاصمة
في سياق متصل بالوضع الأمني المتوتر، أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث أن الرئيس ترامب أصدر أوامره بنشر 500 جندي إضافي من الحرس الوطني في واشنطن العاصمة. ويأتي هذا القرار كإجراء احترازي سريع عقب استهداف عنصري الحرس الوطني.
وأوضح هيجسيث في تصريحات صحفية أن الرئيس كلفه بالتنسيق المباشر مع وزير الجيش لتسريع عملية نشر التعزيزات، مشدداً على أن الهدف الأساسي هو "دعم الإجراءات الأمنية والحفاظ على الاستقرار" في محيط المؤسسات السيادية.
سياق الانسحاب من أفغانستان وتداعياته
يعيد هذا الحادث تسليط الضوء على ملف الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في أغسطس 2021، والذي شهد عملية إجلاء واسعة النطاق لعشرات الآلاف من الأفغان المتعاونين مع القوات الأمريكية وعائلاتهم عبر جسر جوي ضخم. وقد أثارت تلك العملية حينها جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية الأمريكية حول دقة إجراءات التدقيق الأمني (Vetting) التي خضع لها القادمون الجدد وسط حالة الفوضى التي رافقت سيطرة حركة طالبان على كابول.
الأبعاد الأمنية والسياسية للحادث
من المتوقع أن يكون لهذا الحادث تداعيات سياسية وأمنية ملموسة على الساحة الأمريكية. فعلى الصعيد الأمني، يُرجح أن تشهد العاصمة واشنطن تشديداً غير مسبوق في الإجراءات الأمنية حول المباني الحكومية الحساسة. أما سياسياً، فإن ربط ترامب بين الحادث وسياسات الهجرة في عهد بايدن سيعزز من توجهات الإدارة الحالية نحو فرض قيود أكثر صرامة على الهجرة واللجوء، وقد يسرع من وتيرة مراجعة ملفات المهاجرين الذين دخلوا البلاد في السنوات الأخيرة تحت برامج الحماية المؤقتة.
