أعلنت وكالة الجيوفيزياء الإندونيسية (BMKG)، اليوم، أن زلزالاً قوياً بلغت شدته 6.3 درجات على مقياس ريختر ضرب قبالة سواحل جزيرة سومطرة، وتحديداً بالقرب من إقليم أتشيه، مما أثار حالة من الترقب في المنطقة التي تشهد نشاطاً زلزالياً مستمراً.
وأوضحت الوكالة في بيانها الرسمي أن مركز الزلزال وقع على عمق 10 كيلومترات، وهو ما يصنفه الخبراء ضمن الزلازل الضحلة التي عادة ما يشعر بها السكان بشكل أقوى مقارنة بالزلازل العميقة. ورغم قوة الهزة الأرضية، أكدت السلطات الإندونيسية عدم وجود مخاوف فورية من حدوث موجات مد عاتية (تسونامي)، داعية المواطنين إلى التزام الهدوء والحذر من احتمالية حدوث هزات ارتدادية.
إندونيسيا وحزام النار.. سياق جيولوجي معقد
يأتي هذا الزلزال كجزء من النشاط الطبيعي المتوقع في إندونيسيا، التي تقع جغرافياً على ما يُعرف بـ “حزام النار” في المحيط الهادئ. وتعد هذه المنطقة واحدة من أكثر مناطق العالم نشاطاً من الناحية الزلزالية والبركانية، حيث تلتقي عدة صفائح تكتونية رئيسية، أبرزها الصفيحة الهندية الأسترالية والصفيحة الأوراسية. يؤدي التصادم المستمر وانزلاق هذه الصفائح تحت بعضها البعض إلى تراكم الضغوط في القشرة الأرضية، والتي تتحرر فجأة على شكل زلازل.
وتشير البيانات الجيولوجية إلى أن إندونيسيا تتعرض لآلاف الهزات الأرضية سنوياً، تتراوح بين هزات خفيفة لا يشعر بها البشر، وأخرى مدمرة. وتعتبر جزيرة سومطرة تحديداً نقطة ساخنة لهذا النشاط بسبب موقعها الموازي لخندق سوندا، وهو منطقة اندساس تكتوني نشطة للغاية.
الذاكرة التاريخية لإقليم أتشيه
يحمل إقليم أتشيه، الذي وقع الزلزال بالقرب منه، حساسية خاصة تجاه الكوارث الطبيعية في الذاكرة الجماعية للإندونيسيين والعالم. فقد كان هذا الإقليم هو الأكثر تضرراً خلال كارثة تسونامي عام 2004، التي نتجت عن زلزال هائل بقوة 9.1 درجات. تلك الكارثة التاريخية جعلت من أنظمة الإنذار المبكر وتوعية السكان أولوية قصوى للحكومة الإندونيسية في السنوات اللاحقة.
وعلى الرغم من أن الزلزال الحالي بقوة 6.3 درجات لا يقارن بزلزال 2004 من حيث الشدة، إلا أن وقوع أي نشاط زلزالي في هذه المنطقة يستدعي دائماً استجابة سريعة من وكالات الرصد للتأكد من سلامة السواحل والمناطق السكنية. وتواصل السلطات المحلية مراقبة الوضع عن كثب لضمان سلامة المواطنين والممتلكات في المناطق المتأثرة.
