في خطوة جديدة تعزز من طموحاتها المتنامية في مجال الفضاء، أعلنت الصين نجاحها في إطلاق قمر صناعي تجريبي جديد مخصص لتكنولوجيا الاتصالات، مما يؤكد استمرار بكين في تطوير بنيتها التحتية الفضائية بوتيرة متسارعة.
تفاصيل الإطلاق والمهمة
أطلقت الصين القمر الصناعي الذي يحمل اسم “شييان-21” من مركز شيتشانغ لإطلاق الأقمار الصناعية الواقع في مقاطعة سيتشوان بجنوب غربي البلاد. وقد تمت عملية الإطلاق يوم الجمعة الماضي، حيث انطلق القمر على متن الصاروخ الحامل “لونغ مارش-3 بي” (Long March-3B).
ووفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا)، فقد سارت عملية الإطلاق وفق المخطط الزمني المحدد، حيث انفصل القمر الصناعي عن الصاروخ الحامل ودخل بنجاح إلى مداره المحدد مسبقاً، ليعلن مركز التحكم نجاح المهمة بشكل كامل.
أهداف القمر “شييان-21” والقدرات التقنية
يأتي إطلاق “شييان-21” ضمن سلسلة أقمار “شييان” (التي تعني “تجربة” باللغة الصينية)، وهي سلسلة مخصصة غالباً لاختبار التقنيات الجديدة. وسيتم استخدام هذا القمر بشكل رئيسي في عدة مجالات حيوية تشمل:
- تقديم خدمات متطورة في مجال الاتصالات عبر الأقمار الصناعية.
- تعزيز قدرات البث الإذاعي والتلفزيوني.
- تحسين كفاءة نقل البيانات.
- إجراء اختبارات وتحققات فنية من تقنيات الفضاء الجديدة قبل اعتمادها في مهام أوسع.
سلسلة “لونغ مارش”.. العمود الفقري للفضاء الصيني
يُعد الصاروخ الحامل “لونغ مارش-3 بي” جزءاً أساسياً من عائلة صواريخ “لونغ مارش” الشهيرة، والتي تعتبر العمود الفقري لبرنامج الفضاء الصيني. وتتميز هذه النسخة بقدرتها العالية على حمل الأقمار الصناعية إلى المدارات الجغرافية الثابتة، مما يجعلها الخيار المفضل لمهام الاتصالات والملاحة.
وقد مثلت هذه المهمة الرحلة رقم 609 لسلسلة الصواريخ الحاملة من طراز “لونغ مارش”، وهو رقم يعكس الكثافة العالية لعمليات الإطلاق الصينية والموثوقية الكبيرة التي وصلت إليها تكنولوجيا الصواريخ الصينية في السنوات الأخيرة.
السياق الاستراتيجي وتطور البرنامج الفضائي الصيني
لا يمكن النظر إلى هذا الإطلاق كحدث معزول، بل هو جزء من استراتيجية وطنية شاملة تهدف الصين من خلالها إلى ترسيخ مكانتها كقوة عظمى في مجال الفضاء. فإلى جانب أقمار الاتصالات، نجحت الصين في تشغيل محطتها الفضائية “تيانغونغ”، وأكملت نظام الملاحة العالمي “بيدو” الذي ينافس نظام GPS الأمريكي.
وتسعى بكين من خلال تكثيف إطلاق أقمار الاتصالات وتجربة تقنيات جديدة مثل تلك الموجودة في “شييان-21” إلى تحقيق استقلال تقني كامل، وضمان بنية تحتية قوية للاتصالات تدعم قطاعاتها الاقتصادية والعسكرية، فضلاً عن تعزيز نفوذها التكنولوجي على الساحة الدولية.