أصدرت هيئة الأرصاد الجوية الهندية، اليوم الخميس، تحذيرات عاجلة بشأن تطور منخفض جوي عميق في منطقة خليج البنغال، مرجحة تحوله إلى إعصار مداري خلال الساعات القليلة المقبلة. وتأتي هذه التحذيرات في ظل رصد نشاط مناخي مكثف لليوم الثاني على التوالي، مما يضع السلطات المحلية وسكان المناطق الساحلية في حالة تأهب قصوى.
مسار الإعصار وتوقعات الهطول المطري
وفقاً للبيانات الصادرة عن الهيئة، فإن العاصفة تتحرك حالياً باتجاه الشمال الغربي، عابرة جنوب غرب خليج البنغال والمناطق المحاذية لسريلانكا. وقد تم رصد سرعة تحرك العاصفة صباح اليوم بنحو 17 كيلومتراً في الساعة. وتشير التوقعات إلى احتمالية عالية لاتجاه الإعصار نحو السواحل الشمالية لولاية "تاميل نادو" الواقعة في أقصى جنوب البلاد خلال اليومين المقبلين.
وحذرت الأرصاد الجوية من أن هذا النظام الجوي سيجلب معه أمطاراً تتراوح شدتها بين الغزيرة وشديدة الغزارة. وتشير التقديرات إلى أن منسوب المياه قد يتراوح بين 64 و204 ملليمترات خلال فترة 24 ساعة فقط، خاصة على المناطق الشمالية من ولاية تاميل نادو. ومن المتوقع أن تستمر هذه الحالة الجوية حتى الأول من ديسمبر، مع بلوغ ذروة الهطول المطري يومي 29 و30 نوفمبر الجاري.
خليج البنغال.. بؤرة العواصف الموسمية
يعد خليج البنغال واحداً من أكثر المناطق نشاطاً في تشكل الأعاصير المدارية، لا سيما خلال موسم الرياح الموسمية الشمالية الشرقية (من أكتوبر إلى ديسمبر). وتكتسب هذه المنطقة أهمية جغرافية ومناخية خاصة، حيث تساهم المياه الدافئة في الخليج بتغذية المنخفضات الجوية وتحويلها إلى أعاصير قوية تضرب السواحل الشرقية للهند وبنغلاديش بشكل دوري.
تاريخياً، واجهت ولاية تاميل نادو وعاصمتها تشيناي العديد من الأعاصير التي تسببت في أضرار مادية كبيرة وتعطل في البنية التحتية. ولذلك، فإن أي تحذير يصدر عن الأرصاد الجوية في هذا التوقيت من العام يتم التعامل معه بجدية بالغة من قبل أجهزة إدارة الكوارث، نظراً لطبيعة المنطقة المنخفضة وقابليتها للتعرض للفيضانات السريعة.
التأثيرات المحتملة والاستعدادات
لا تقتصر مخاطر هذا الإعصار المرتقب على الرياح العاتية فحسب، بل تمتد لتشمل مخاطر الفيضانات والانهيارات الأرضية في المناطق الجبلية والمنحدرات، وهو ما أشارت إليه التقارير السابقة حول تأثير الأمطار الغزيرة في المنطقة. عادة ما تؤدي مثل هذه الظروف الجوية إلى اضطراب في حركة النقل والمواصلات، وانقطاع التيار الكهربائي كإجراء احترازي أو نتيجة للأضرار.
وعلى الصعيد الإقليمي، يمتد تأثير هذا المنخفض ليشمل سريلانكا المجاورة، التي تقع ضمن مسار العاصفة، مما يستدعي تنسيقاً في رصد البيانات الجوية بين دول المنطقة. وتناشد السلطات عادة الصيادين بعدم التوغل في البحر خلال هذه الفترات، وتدعو السكان في المناطق المنخفضة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامتهم حتى انحسار العاصفة.
