شهدت صناعة ألعاب الفيديو في القارة الأوروبية مفاجأة من العيار الثقيل مع إطلاق لعبة Call of Duty: Black Ops 7، حيث كشفت أحدث البيانات عن انطلاقة ضعيفة وغير متوقعة لواحدة من أضخم السلاسل في تاريخ الألعاب. وفقاً لبيانات المبيعات الأولية للأسبوع الأول الصادرة عن وكالة "GSD"، واجهت اللعبة تعثراً ملحوظاً في الأسواق الرئيسية، مما يطرح تساؤلات جدية حول مستقبل هذا الإصدار.
أرقام صادمة ومقارنات مقلقة
أظهرت الإحصائيات الرسمية أن حصيلة مبيعات اللعبة، التي شملت النسخ المادية والرقمية على حد سواء، جاءت أقل بنسبة هائلة بلغت 63% مقارنة بما حققته منافستها التقليدية Battlefield 6 خلال أسبوعها الافتتاحي. ولم يتوقف التراجع عند هذا الحد، بل فشلت اللعبة في مجاراة نجاح سابقتها المباشرة، حيث سجلت انخفاضاً تجاوز 50% مقارنة بأرقام مبيعات Call of Duty: Black Ops 6 التي صدرت في العام السابق، مما يؤكد وجود اتجاه هبوطي حاد في إقبال اللاعبين.
السياق العام وتاريخ المنافسة
تكتسب هذه الأرقام أهمية خاصة عند النظر إلى التاريخ الطويل لسلسلة Call of Duty، التي طالما اعتبرت "الحصان الرابح" لشركة Activision والمسيطرة بلا منازع على قوائم المبيعات السنوية لأكثر من عقد ونصف. تاريخياً، كانت المنافسة بين سلسلتي Call of Duty وBattlefield هي المحرك الرئيسي لسوق ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول (FPS). وعادة ما كانت كفة المبيعات تميل لصالح Call of Duty بفضل شعبيتها الجارفة وسرعة وتيرة اللعب فيها. لذا، فإن تفوق Battlefield 6 بهذا الفارق الكبير يمثل تحولاً جذرياً في موازين القوى داخل السوق الأوروبية.
أسباب التراجع وتغيرات السوق
يُعزى هذا الأداء المخيب للآمال، رغم طرح اللعبة في ذروة موسم التسوق الغربي، إلى عدة عوامل متشابكة. يشير المحللون إلى ضعف الزخم التسويقي والإعلامي الذي رافق Black Ops 7 مقارنة بالحملات الضخمة للأجزاء السابقة. بالإضافة إلى ذلك، تلعب التغيرات الهيكلية في صناعة الألعاب دوراً مؤثراً، حيث أدى انتشار خدمات الاشتراك الرقمي (مثل Game Pass) إلى تغيير سلوك المستهلكين الذين قد يفضلون انتظار توفر اللعبة عبر الخدمات بدلاً من شرائها بالسعر الكامل.
التأثير المتوقع ومستقبل السلسلة
يضع هذا التعثر شركة التطوير والنشر في موقف حرج وسط منافسة شرسة تشهدها ساحة ألعاب الفيديو حالياً، خاصة مع صعود ألعاب التصويب المجانية (Free-to-Play). ومن المتوقع أن يدفع هذا الهبوط في المبيعات الشركة إلى إعادة النظر في استراتيجيات دعم ما بعد الإطلاق، والتركيز بشكل مكثف على تحديثات المواسم القادمة لمحاولة استعادة قاعدة اللاعبين وتصحيح المسار قبل فوات الأوان.
