أعلنت السلطات الفيدرالية الأمريكية أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) قد بدأ تحقيقًا موسعًا في حادث إطلاق نار وقع في العاصمة واشنطن، وأسفر عن إصابة عنصرين من الحرس الوطني بجروح بالغة. وأكد مسؤولون في مؤتمر صحفي أن التحقيق يأخذ في الاعتبار احتمالية وجود دوافع إرهابية وراء الهجوم، مما يرفع من درجة خطورة الحادث وتداعياته الأمنية.
خلفية الحادث وتفاصيله الأولية
وقع الحادث يوم الأربعاء، حيث تعرض عنصران من الحرس الوطني، كانا في مهمة روتينية، لإطلاق نار مفاجئ. وسارعت خدمات الطوارئ إلى الموقع لتقديم الإسعافات الأولية للمصابين ونقلهم إلى المستشفى، حيث وُصفت حالتهم بالحرجة. وأفادت تقارير أولية بأن السلطات تعاملت مع ثلاثة مصابين في الموقع. وقد فرضت قوات الأمن طوقًا أمنيًا حول المنطقة وبدأت عملية تمشيط واسعة بحثًا عن أي مشتبه بهم، بينما يعمل المحققون على جمع الأدلة من مسرح الجريمة.
لماذا يُحقق في الحادث كعمل إرهابي؟
يأتي تصنيف التحقيق كـ”عمل إرهابي محتمل” بناءً على عدة عوامل، أبرزها استهداف أفراد يمثلون جهة عسكرية وسيادية في قلب العاصمة الأمريكية. عادةً ما ينظر مكتب التحقيقات الفيدرالي في مثل هذه الهجمات من منظور الإرهاب، خاصة الإرهاب الداخلي، عندما يكون الهدف هو ترويع السكان المدنيين، أو التأثير على سياسة الحكومة، أو استهداف رموز الدولة. إن الهجوم على الحرس الوطني، الذي يلعب دورًا حيويًا في تأمين العاصمة والمؤسسات الفيدرالية، يُعتبر رسالة تحدٍ مباشرة للسلطات، وهو ما يرجح فرضية وجود دافع أيديولوجي أو سياسي متطرف وراءه.
السياق الأمني المشدد في واشنطن
لا يمكن فصل هذا الحادث عن السياق الأمني المشدد الذي تعيشه واشنطن العاصمة خلال السنوات الأخيرة. فمنذ أحداث اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، شهدت المدينة تعزيزات أمنية غير مسبوقة، وتواجدًا مكثفًا لقوات الحرس الوطني في مناسبات عدة لتأمين المنشآت الحيوية. هذا المناخ المتوتر يجعل أي هجوم على القوات الأمنية أو العسكرية حدثًا ذا أبعاد خطيرة، ويثير مخاوف من تنامي نشاط الجماعات المتطرفة التي قد تسعى لزعزعة الاستقرار في البلاد.
الأهمية والتأثيرات المتوقعة
يحمل هذا الهجوم تداعيات كبيرة على المستويين المحلي والوطني. فعلى الصعيد المحلي، سيزيد من حالة التأهب الأمني في واشنطن وقد يؤدي إلى فرض إجراءات أمنية أكثر صرامة. أما على الصعيد الوطني، فإنه يسلط الضوء مجددًا على التهديدات الداخلية التي تواجهها الولايات المتحدة. وستكون نتائج تحقيق الـ FBI حاسمة في تحديد طبيعة التهديد، وما إذا كان الهجوم عملًا فرديًا معزولًا أم جزءًا من مخطط أكبر تقف وراءه شبكة منظمة. كما ستؤثر نتائج التحقيق على النقاش العام والسياسي الدائر حول كيفية مواجهة التطرف الداخلي وحماية أفراد القوات المسلحة المنتشرين في مهام داخلية.