كشفت بيانات حديثة شاركها المحلل المالي البارز مات بيسكاتيلا من وكالة Circana، عن حقيقة مذهلة تؤكد الهيمنة شبه المطلقة لسلسلة ألعاب Call of Duty على سوق ألعاب التصويب في الولايات المتحدة الأمريكية. فمنذ عام 2006، وتحديداً بعد إصدار لعبة Call of Duty 3، لم تتمكن أي لعبة تصويب أخرى من التفوق على مبيعات أي إصدار سنوي من السلسلة داخل السوق الأمريكي، مما يرسخ مكانتها كظاهرة فريدة في عالم صناعة الألعاب.
خلفية تاريخية: من منافس إلى قائد للسوق
بدأت رحلة Call of Duty في عام 2003 كمشروع يهدف إلى منافسة سلسلة Medal of Honor الشهيرة آنذاك، حيث قدمت تجربة تصويب سينمائية غامرة في الحرب العالمية الثانية. لكن نقطة التحول الحقيقية التي أطلقت السلسلة إلى النجومية كانت في عام 2007 مع إصدار Call of Duty 4: Modern Warfare. هذه اللعبة لم تغير فقط مسار السلسلة بنقل أحداثها إلى العصر الحديث، بل أحدثت ثورة في ألعاب التصويب الجماعية عبر الإنترنت بنظامها المبتكر للتقدم وفتح العتاد، وهو النموذج الذي اتبعته معظم ألعاب هذا النوع منذ ذلك الحين.
سجل حافل بالنجاحات واستثناءات نادرة
على مدار ما يقرب من عقدين، تصدرت إصدارات Call of Duty السنوية قوائم المبيعات في الولايات المتحدة بشكل شبه دائم. ومع ذلك، شهدت هذه الهيمنة استثناءات قليلة ولكنها بارزة، حيث تمكنت ثلاث ألعاب ضخمة فقط من كسر هذا الاحتكار. كانت المرة الأولى في عام 2013 مع الظاهرة العالمية Grand Theft Auto V، ثم تكرر الأمر في عام 2018 مع تحفة شركة Rockstar الأخرى Red Dead Redemption 2. أما الاستثناء الأخير فكان في عام 2023، حيث تمكنت لعبة Hogwarts Legacy من تحقيق مبيعات تفوقت على إصدار ذلك العام من السلسلة.
الأهمية والتأثير العالمي للسلسلة
لا يقتصر تأثير Call of Duty على السوق الأمريكي فقط، بل يمتد ليشمل العالم بأسره. أصبحت السلسلة جزءاً لا يتجزأ من الثقافة الشعبية ومحركاً رئيسياً للاقتصاد في صناعة الألعاب. كما أنها تلعب دوراً محورياً في عالم الرياضات الإلكترونية (Esports) من خلال بطولاتها العالمية التي تجذب ملايين المشاهدين واللاعبين المحترفين. إن القيمة الهائلة للعلامة التجارية كانت أحد الأسباب الرئيسية وراء صفقة استحواذ مايكروسوフト على شركة Activision Blizzard، والتي تعتبر من أكبر الصفقات في تاريخ قطاع التكنولوجيا، مما يؤكد على الأهمية الاستراتيجية للسلسلة في مستقبل صناعة الألعاب. ومع استمرار إصداراتها السنوية، يبقى السؤال مطروحاً: هل ستواصل Call of Duty هيمنتها في السنوات القادمة، أم سيتمكن المنافسون مثل سلسلة Battlefield أو عناوين جديدة من كسر هذا التفوق المستمر؟