صورة جديدة لسديم الفراشة تكشف أسرار النجوم المحتضرة

اكتشف الصورة الجديدة المذهلة لسديم الفراشة (NGC 6302) التي التقطها تلسكوب جيميني ساوث، وتعرف على أهميتها العلمية في فهم تطور النجوم ومصير شمسنا.
نوفمبر 27, 2025
7 mins read

صورة كونية جديدة لسديم الفراشة

في لقطة تجمع بين الجمال الكوني والأهمية العلمية، التقط تلسكوب “جيميني ساوث” (Gemini South) الموجود في تشيلي صورة جديدة فائقة الدقة والجمال لـ “سديم الفراشة”، المعروف فلكياً باسم NGC 6302. هذه الجوهرة السماوية، التي تبدو كفراشة عملاقة تفرد جناحيها المتوهجين في الفضاء، هي في الواقع سديم كوكبي ثنائي القطب يقع في كوكبة العقرب، على مسافة تقدر بما يتراوح بين 2500 و3800 سنة ضوئية من كوكب الأرض.

الصورة التي نشرها مختبر NOIRLab التابع للمؤسسة الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، لا تُظهر فقط الألوان الزاهية والتراكيب المعقدة للسديم، بل تقدم للعلماء بيانات قيمة لفهم المراحل الأخيرة من حياة النجوم الشبيهة بالشمس. وتأتي هذه اللقطة ضمن احتفالات مرصد جيميني الدولي بمرور 25 عامًا على بدء عملياته، حيث تم اختيار هذا الهدف المذهل من قبل طلاب مدارس في تشيلي، مما يربط بين البحث العلمي المتطور وإلهام الجيل القادم.

ما هو سديم الفراشة وكيف تشكل؟

على عكس اسمه، لا علاقة للسدم الكوكبية بالكواكب. هذا المصطلح هو تسمية تاريخية قديمة، حيث إنها في الحقيقة بقايا نجم محتضر. سديم الفراشة هو مثال كلاسيكي على ذلك، فهو يتكون من سحب هائلة من الغاز والغبار التي قذفها نجم مركزي في نهاية حياته. هذا النجم، الذي كان يومًا ما يشبه شمسنا، استنفد وقوده النووي وتحول إلى عملاق أحمر، ثم بدأ في طرد طبقاته الخارجية إلى الفضاء.

ما يميز سديم الفراشة هو شكله ثنائي القطب. يُعتقد أن النجم المركزي، وهو الآن قزم أبيض فائق السخونة (تتجاوز حرارة سطحه 250 ألف درجة مئوية)، محاط بحلقة كثيفة من الغبار والغاز على شكل كعكة الدونات (torus). هذه الحلقة تضغط على الغاز المقذوف وتوجهه للخارج في اتجاهين متعاكسين، مكونةً “جناحي الفراشة” اللذين يمتدان لسنوات ضوئية في الفضاء. تنطلق هذه الغازات بسرعات هائلة تتجاوز 950 ألف كيلومتر في الساعة.

الأهمية العلمية للصورة الجديدة

تكمن أهمية هذه الصورة الجديدة في قدرة تلسكوب جيميني ساوث وأدواته المتقدمة على رصد تفاصيل دقيقة لم تكن واضحة في الصور السابقة. تساعد هذه البيانات عالية الدقة علماء الفلك على دراسة التركيب الكيميائي للغازات المقذوفة، وتحديد درجات الحرارة والكثافة في مناطق مختلفة من السديم. إن فهم هذه العمليات يمنحنا نظرة ثاقبة حول مصير شمسنا، التي ستمر بمرحلة مماثلة بعد حوالي 5 مليارات سنة.

كما أن دراسة سديم الفراشة تساهم في فهم كيفية تخصيب المجرة بالعناصر الثقيلة. فالغازات التي يقذفها النجم المحتضر، مثل الكربون والنيتروجين والأكسجين، تنتشر في الفضاء وتصبح جزءًا من السحب الجزيئية التي ستتشكل منها أجيال جديدة من النجوم والكواكب. بمعنى آخر، نحن نشاهد عملية إعادة تدوير كونية تساهم في توفير المواد الخام اللازمة لنشأة الحياة في أماكن أخرى من المجرة.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published.

Previous Story

مهرجان ويكندز جدة: نجوم عالميون يضيئون أونكس أرينا

مراجعة إقامات 12 جنسية بأمريكا بعد إطلاق نار في واشنطن
Next Story

مراجعة إقامات 12 جنسية بأمريكا بعد إطلاق نار في واشنطن

Latest from التقنية

أذهب إلىالأعلى