مستجدات الحالة الصحية للتوأمين الجامايكيين بعد عملية الفصل
أعلن معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإnsانية، الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، عن آخر التطورات في الحالة الصحية للتوأمين السياميين الجامايكيين “أزاريا وأزورا إيلسون”، وذلك بعد مرور أسبوعين على عملية الفصل الناجحة التي أجريت لهما في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بالرياض. وأكد الدكتور الربيعة، الذي يترأس الفريق الطبي والجراحي للبرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة، أن التوأم “أزاريا” قد شفيت تمامًا، حيث استقرت حالتها الصحية وخرجت من وحدة العناية المركزة للأطفال. وأضاف أن جميع مؤشراتها الحيوية عادت إلى معدلاتها الطبيعية، وبدأت في تناول الطعام والتفاعل بشكل طبيعي، وهي جاهزة لمغادرة المستشفى قريبًا بمشيئة الله.
في المقابل، أوضح الدكتور الربيعة أن حالة التوأم “أزورا” لا تزال حرجة، حيث تواجه تحديات صحية كبيرة تتعلق بقلبها. فهي ما زالت تحت العناية المركزة وتعتمد على التنفس الاصطناعي، وتتلقى أدوية لدعم عضلة القلب التي تعاني من ضعف شديد وتضخم منذ ولادتها، إذ تعمل بنسبة أقل من 20% من قدرتها الطبيعية. وقد خلص الفريق الطبي متعدد التخصصات إلى أن “أزورا” بحاجة ماسة إلى عملية زراعة قلب لإنقاذ حياتها، إلا أن هذا الخيار غير متاح حاليًا بسبب صغر عمرها ووزنها وعدم توفر متبرع مناسب وفقًا للمعايير الطبية المعتمدة، مما يضعف فرص نجاتها. وقد تم إطلاع والدة الطفلتين على كافة التفاصيل الطبية وتقبلت القرار بصبر.
البرنامج السعودي لفصل التوائم: ريادة عالمية وعطاء إنساني
تُعد هذه العملية حلقة جديدة في سلسلة نجاحات البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة، الذي تأسس عام 1990م ويُعتبر منارة أمل للعائلات حول العالم. على مدى أكثر من ثلاثة عقود، استطاع البرنامج، بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية، أن يكتسب سمعة عالمية مرموقة. فقد قام البرنامج بدراسة 152 حالة من 28 دولة مختلفة في خمس قارات، وأجرى بنجاح 67 عملية فصل معقدة، مما يجسد الريادة الطبية للمملكة والتزامها الإنساني العميق. ويشرف على هذه العمليات فريق طبي وجراحي سعودي متكامل يضم نخبة من الخبراء في مختلف التخصصات الدقيقة.
الأهمية الدولية للبرنامج كأداة للدبلوماسية الإنسانية
لا تقتصر أهمية البرنامج على الجانب الطبي فحسب، بل تمتد لتشكل رافدًا مهمًا من روافد الدبلوماسية الإنسانية للمملكة العربية السعودية. فمن خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تقدم المملكة هذه الخدمات الطبية المعقدة والمكلفة مجانًا للحالات الإنسانية من مختلف أنحاء العالم، بغض النظر عن العرق أو الدين. هذا العطاء يعزز الصورة الإيجابية للمملكة على الساحة الدولية كدولة رائدة في العمل الإنساني، ويبرز تقدمها العلمي والطبي، ويؤكد على رسالتها السامية في خدمة البشرية، وهو ما يتجلى بوضوح في حالة التوأمين الجامايكيين “أزاريا وأزورا”.