ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات سومطرة إلى 84 قتيلاً
أعلنت السلطات الإندونيسية عن ارتفاع مأساوي في حصيلة ضحايا الفيضانات العارمة والانهيارات الأرضية التي ضربت جزيرة سومطرة، حيث وصل عدد القتلى المؤكد إلى 84 شخصًا، في حين لا يزال مصير 65 شخصًا على الأقل مجهولاً وسط استمرار عمليات البحث والإنقاذ المعقدة. وأوضحت وكالة الكوارث الإندونيسية أن مقاطعة سومطرة الغربية كانت من بين أكثر المناطق تضررًا، حيث سجلت وحدها 22 حالة وفاة و12 مفقودًا. وتواجه فرق الإنقاذ، المكونة من الجيش والشرطة ومتطوعين، تحديات هائلة في الوصول إلى المناطق المنكوبة بسبب تدمير الطرق والجسور، فضلاً عن الظروف الجوية السيئة التي تعيق جهود البحث.
سومطرة في مواجهة الطبيعة: سياق جيولوجي ومناخي معقد
تُعد إندونيسيا، الأرخبيل الأكبر في العالم، واحدة من أكثر دول العالم عرضة للكوارث الطبيعية. يرجع ذلك إلى موقعها الجغرافي على “حزام النار” في المحيط الهادئ، وهي منطقة تتميز بنشاط زلزالي وبركاني مرتفع. بالإضافة إلى ذلك، يتسبب موسم الأمطار الموسمية، الذي يمتد عادةً من أكتوبر إلى أبريل، في هطول أمطار غزيرة تؤدي بشكل متكرر إلى فيضانات وانهيارات طينية، خاصة في المناطق ذات التضاريس الجبلية والمنحدرات الشديدة مثل جزيرة سومطرة. وتتفاقم هذه المخاطر الطبيعية بفعل عوامل بشرية، أبرزها إزالة الغابات على نطاق واسع لأغراض الزراعة والتوسع العمراني. يؤدي فقدان الغطاء النباتي إلى تدهور التربة وتقليل قدرتها على امتصاص مياه الأمطار، مما يزيد من سرعة الجريان السطحي للمياه ويرفع من احتمالية حدوث فيضانات مفاجئة وانهيارات أرضية كارثية.
تأثيرات كارثية على المستويين الإنساني والاقتصادي
تتجاوز آثار هذه الكارثة الخسائر في الأرواح لتشمل تداعيات إنسانية واقتصادية وخيمة. فقد أُجبر آلاف السكان على النزوح من منازلهم التي دمرتها السيول أو أصبحت غير آمنة، وهم الآن في حاجة ماسة إلى المأوى والغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية. على الصعيد الاقتصادي، أدت الفيضانات إلى تدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، التي تعد مصدر الرزق الرئيسي للكثير من السكان المحليين، كما تسببت في أضرار جسيمة للبنية التحتية الحيوية، مما يعزل المجتمعات ويعرقل حركة التجارة والخدمات. ومن المتوقع أن تستغرق جهود إعادة الإعمار وقتًا طويلاً وتتطلب موارد ضخمة من الحكومة الإندونيسية، مع احتمالية طلب مساعدات دولية لدعم عمليات الإغاثة والتعافي على المدى الطويل.