جهود رقابية مكثفة لضمان جودة قطاع الترفيه
أعلنت الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية (GEA) عن نتائج جهودها الرقابية والتنظيمية للربع الثالث من عام 2025م، والتي تعكس التزامها الراسخ بتطوير قطاع ترفيهي آمن ومنظم. بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والأمنية، نفذت الهيئة ما مجموعه 24,234 جولة رقابية شملت الفعاليات والمرافق الترفيهية في جميع أنحاء المملكة. وأظهر التقرير الربعي أن نسبة الالتزام التنظيمي للأنشطة الترفيهية بلغت 93%، وهو مؤشر قوي على نضج القطاع وزيادة وعي المستثمرين بأهمية تطبيق المعايير المعتمدة.
السياق الاستراتيجي ودور الهيئة في رؤية 2030
تأتي هذه الجهود في إطار الدور المحوري الذي تلعبه الهيئة العامة للترفيه منذ تأسيسها في عام 2016 كأحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030. تهدف الرؤية إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط، ويعتبر قطاع الترفيه والسياحة ركيزة أساسية في هذا التحول. عملت الهيئة على بناء بنية تحتية تنظيمية وتشريعية متكاملة لتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي، وتحويل المملكة إلى وجهة ترفيهية عالمية، وتحسين جودة حياة المواطنين والمقيمين من خلال توفير خيارات ترفيهية متنوعة وعالية الجودة.
مؤشرات النمو وتأثيرها الاقتصادي
لم تقتصر نتائج الربع الثالث على ارتفاع نسبة الالتزام فحسب، بل شهدت الجولات الرقابية نفسها ارتفاعًا بنسبة 4.3% مقارنة بالربع السابق، مما يدل على تكثيف العمل الميداني لضمان استدامة الجودة. وشملت هذه الجولات زيارات ميدانية للمراكز الترفيهية، الفعاليات الموسمية، والعروض الحية للتأكد من مطابقتها للضوابط التنظيمية وتوفير تجارب آمنة وممتعة للجمهور.
كما يعكس التقرير نموًا استثماريًا ملحوظًا، حيث أصدرت الهيئة 1,839 ترخيصًا خلال هذه الفترة، بزيادة تقارب 49% عن الربع الذي سبقه. وارتفع عدد الشركات العاملة في القطاع إلى 6,499 شركة. وقد أثمر هذا النشاط عن إقامة 472 فعالية في 116 مدينة، استقطبت أكثر من 12.6 مليون زائر، مما يساهم بشكل مباشر في تعزيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة.
الأهمية المحلية والإقليمية لقطاع الترفيه السعودي
إن نجاح الهيئة في تنظيم القطاع لا يقتصر تأثيره على المستوى المحلي، بل يمتد إقليميًا ودوليًا. على الصعيد المحلي، تساهم هذه الجهود في بناء ثقة المستهلك والمستثمر على حد سواء. أما إقليميًا، فقد أصبحت المملكة منافسًا رئيسيًا في استقطاب الفعاليات العالمية الكبرى والسياح من دول الجوار، مما يعزز مكانتها كمركز ترفيهي رائد في الشرق الأوسط. وتؤكد الهيئة العامة للترفيه أن برامجها الرقابية المستمرة هي جزء لا يتجزأ من استراتيجيتها لدعم استدامة القطاع وتعزيز شراكته مع القطاع الخاص لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 الطموحة.